Istiqama
الاستقامة
Investigator
د. محمد رشاد سالم
Publisher
جامعة الإمام محمد بن سعود
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٣
Publisher Location
المدينة المنورة
Genres
Sufism
وَمن أعظمهم عِنْده الْجَهْمِية الَّذين يَقُولُونَ إِن الله لَيْسَ فَوق الْعَرْش وَإِن الله لم يتَكَلَّم بِالْقُرْآنِ كُله وَإنَّهُ لَا يرى كَمَا وَردت بِهِ السّنة وينفون نَحْو ذَلِك من الصِّفَات
ثمَّ إِنَّه كثير فِي الْمُتَأَخِّرين من أَصْحَابه من يُنكر هَذِه الْأُمُور كَمَا ينكرها فروع الْجَهْمِية وَيجْعَل ذَلِك هُوَ السّنة وَيجْعَل القَوْل الَّذِي يُخَالِفهَا وَهُوَ قَول مَالك وَسَائِر أَئِمَّة السّنة هُوَ الْبِدْعَة ثمَّ إِنَّه مَعَ ذَلِك يعْتَقد فِي أهل الْبِدْعَة مَا قَالَه مَالك فبدل هَؤُلَاءِ الدّين فصاروا يطعنون فِي أهل السّنة
الثَّانِي أَن الشَّافِعِي من أعظم النَّاس ذما لأهل الْكَلَام وَلأَهل التَّغْيِير ونهيا عَن ذَلِك وَجعلا لَهُ من الْبِدْعَة الْخَارِجَة عَن السّنة ثمَّ إِن كثيرا من أَصْحَابه عكسوا الْأَمر حَتَّى جعلُوا الْكَلَام الَّذِي ذمه الشَّافِعِي هُوَ السّنة وأصول الدّين الَّذِي يجب اعْتِقَاده وموالاة أَهله وَجعلُوا مُوجب الْكتاب وَالسّنة الَّذِي مدحه الشَّافِعِي هُوَ الْبِدْعَة الَّتِي يُعَاقب أَهلهَا
الثَّالِث أَن الإِمَام أَحْمد فِي أمره بأتباع السّنة ومعرفته بهَا ولزومه لَهَا وَنَهْيه عَن الْبدع وذمه لَهَا ولأهلها وعقوبته لأَهْلهَا بِالْحَال الَّتِي لَا تخفى ثمَّ إِن كثيرا مِمَّا نَص هُوَ على أَنه من الْبدع الَّتِي يذم أَهلهَا صَار بعض أَتْبَاعه يعْتَقد أَن ذَلِك من السّنة وان الَّذِي يذم من خَالف ذَلِك مثل كَلَامه فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن فِي مَوَاضِع مِنْهَا تبديعه لمن
1 / 15