============================================================
الوجه الخاص الذي لا يعرفه إلا صاحب هذا الوجه، فإذا اقاما في هذه السماء ما شاء الله وأخدا في الرحلة وودع كل واحد منهما نزيله وارتقيا في معراج الأرواح الى السماء الثانية .
السماء الثانية : فإذا قرعا السماة الثانية وفتحت لهما، صعدا، فنزل التابع عند عيسى عليه السلام وعنده يجى ابن خالته؛ ونزل صاحب النظر عند الكاتب فلما انزل الكاتب عنده واكرم مثواء اعتذر اليه، وقال له: لا تستبطتني فاني في خلمة عيسى ويحبى عليهما السلام وقد تزل بهما صاحبك، فلا بد لي من الوقوف عندهما حتى ارى ما يأمراني به في حق نزيلهما، فإذا يرقت من شأنه رجعت اليك . ..
فاقام التابع عند ابني الخالة ما شاء الله ، فأوقفاه على صحة رسالة المعلم رسول الله بدلالة اعجاز القرآن، فإنها حضرة الخطابة والأوزان ، وحسن مواقع الكلام، وامتزاج الأمور وظهور المعنى الواحد في الصور الكثيرة، ويحصل له الفرقان في مرتبة خرق العوائد، ومن هذه الحضرة يعلم علم السيميا الموقوفة على العمل بالحروف والأسماء، لا على البخورات والدماء وغيرها ويعرف شرف الكلمات وجوامع الكلم وحقيقة كن واختصاصها بكلمة الأمر، لا بكلمة الماضي ولا المستقبل ولا الحال؛ وظهور الحرقين من هذه الكلمة مع كونها مركبة من ثلاثة، ولماذا حذفت الكلمة الثالثة المتوسطة البرزخية التي يين حرف الكاف وحرف النون، وهي حرف الواو الروحاتية .. ويعلم سر التكوين من هذه السماء، وكون عيسى يحى الموق..
ومن هذه الأسماء يحصل لنفس هذا التابع الحياة العلمية التي تجى بها القلوب، كقوله : (أو من كان ميتا فأحييناه) ومن هذه الحضرة يكون الإمداد للخطباء والكتاب ، لا للشعراء . ومن هنا تعلم تقليبات الأمور، ومن هنا توهب الأحوال لأصحابها .. فإن العالم المحقق يقول بالسبب فإنه لا بد منه ، ولكن لا يقول بهذا الترتيب الخاص في الأسباب؛ فعامة هذا العلم إما ينقون الكل، واما يثبتون الكل، ولم أر منهم من يقول ببقاء البب مع نفي ترتيبه الزماني فإنه علم عزيز يعلم من هذه الماء، فما يكون عن سبب في مدة طويلة يكون عن ذلك السبب في لمح البصر.
فإذا حصل التابع هذه العلوم واتصرف الكاتب الى تزيله، ورد النظر اليه، أعطاه من العلم المودع في مجراه ما يعطيه استعداده مما له من الحكم في الأجسام التي تحته في العالم العنصري ، لا من أرواحه. فإذا كمل، فذلك قراه يطلب الرحيل عنه، فجاء الى صاحبه التابع وخرجا يطلبان السماء الثالية ، وصاحب النظر بين بدي التابع مثل الخادم بين يدي خومه، وقد عرف قدره، ورتبة معل وما أعطاه من العناية إتباعه لذلك المعلم السماء الثالثة: فليا قرعا السماء الثالثة فتحت قصعدا فيها، فتلقى التابع يوسف عليه السلام، وتلقى صاحب النظر كوكب الزهرة فأنزلته وذكرت له ما ذكره من تقدم من كواكب التسخير، فزاده ذلك غسما الى غته، فجاء كوكب الزهرة الى يوسف عليه السلام وعنده نزيله وهو التابع، وهو يلقى اليه ما خضه الله به من العلوم المتعلقة بصور التمثل والخيال ، فإنه كان من الأئمة في علم التعبير . فأحضر الله بين 243
Page 243