170

============================================================

عبدي؛ كشفت لهم عن النور المبين، وأطلعتهم على علم اليقين، فقالوا : { إن هو إلا زير الأولين )(196) .

عبدي، أبرزتك في الحضرة الالهية، ومحوتك عن الكيفية والماهية ، ولو كنث مطلعا عليها أحدا اطلغتك ، أو موقفا (341) عليها غيرك(342) أوقفتك ؛

والغيرلا يصح فكيف ذكرته، أو من ذا (343) الذي نهيته وامرته .

عبدي؛ أوقفتك على أن العرش ظلك، ووبل الأسرار طلك(147) (4)، وأنك العرش المجيد ، الغني الحميد ؛ فما ظن الظان بوبلك ، وأين هو من مواقم نيلك: لقد أيذتك بالاسماء، وعرجت بك إلى السسماء، وجاوزت بك (345) على الرفرف، وأطلعتك على كل مقام وموقف . وكنت بها السيد المغلى، والمورد العذب الأحلى ، والصارم العضب(198) المجلى:.

وكال من ادعى لك الإمامة (6) في الطريق ، فأنت يره على التحقيق .

وهو ما أوقرته في نفسي (347) الصديق ، وهو التوراث المجيد، عند أهل الجمع والوجود قذرك ارفع من الإمامة ، فإنها موقوفة على من نسظر (348) خلفه وأمامه ،

والجهات موضع الزيادة والنقصان ، وتحل الربح والخشران ؛ وأنت منزه عن ذلك ، إذ أنت الملك والمالك : يم(49) تجليت لك في "قاب قوسين" ، وتحوت عنك فيه (194) الأثر والعين، وأغدمتك النجدين ، حتى لم يبق (20) لك من العين إلا انسانها ، وابرزتك في الموجودات انسانها ، وانتظم الشمل ، والتحق الفرع بالأصل ، واتحدت الأمور، وذهبت القشور، فلاح (337) كمال الوجود، ورأيت أن العابذ هو المعبود(200) (196) سورة الشعراء ، اية 196 . (197) الوبل : المطر الشديد، الطل : العطر الضعيف .

198) العضب : الرجل الحديد الكلام . (199) فيه : أي في حضرة "تاب قوسين، (200) هنا

Page 170