36

Ismacil Sabri

محاضرات عن إسماعيل صبري

Genres

وأعين أربع تبكي عليك أسى

ومن بكاء الثكالى السيل والمطر

قد كنت ريحانة في البيت واحدة

يروح فيه ويغدو نفحها العطر

ما كان عيشك في الأحياء مختصرا

إلا كما عاش في أكمامه الزهر

فارحل تشيعك الأرواح جازعة

في ذمة القبر بعد الله يا عمر

ولعل تحرر إسماعيل صبري من الانفعالات العنيفة هو الذي سمح لشاعريته بأن تصدر أحيانا عن روح دعابة لاذعة يسميها الأوروبيون «بالهيومر»، ويرون فيها ميزة لكبار الأدباء، وهي روح لا تتفق مع الانفعال العنيف، ولا مع السخرية الدامية، أو التهكم القاسي، أو الهجاء الموجع والسخط العاتي، بل تنفذ إلى أغراضها بروح دعابة لاذعة رقيقة دقيقة، تظهر المفارقات، وقد تعبث بالأوضاع أو تقلبها. ومن أمثال ذلك مقطوعاته الصغيرة التي كتبها عندما استقالت نظارة مصطفى فهمي باشا سنة 1908، وقد نشرها ممضاة باسم بنتامور، وهو الشاعر المصري القديم، وفيها يعبر عن طريق الفكاهة المعكوسة عن سخط الشعب على تلك الوزارة المعمرة التي عبثت بالوطن والمواطنين وقضاياهم، وصانعت المستعمر، وراحت بغضب الشعب وسخطه البالغ.

ولنكتف من تلك المقطوعات بما قاله على لسان مصطفى فهمي (ص248 من الديوان):

Unknown page