157

Ismacil Casim

إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب

Genres

يا ابن الحبيب ويا حبيبي ما الذي

أضناك حتى صرت في رق النسيم

إن كان من حق فلا تطع الهوى

تندم وإلا صرت حيا كالعديم

ما لي أراك يخامرك الذهول، وقد اعترى زهرة شبابك الذبول. إن كان ذلك من حب السيدة لطيفة، فحالتك يا ولدي مخيفة، وإن العاقل من عرف نفسه، وملك هواه وحسه، والجاهل من أطاع هواه، حتى أودى به وأرداه. واعلم أن السيدة لطيفة، حسيبة شريفة، لا تلبس غير متاعها. وأما أنت فمن أتباعها. فابتغ في غرضك النظير؛ فإن النجم لا يقترن بالبدر المنير، ولا يجرنك جنون الغرام لشرب كاس الحمام.

لطيف :

ناشدتك الله أيها الفيلسوف، لا تحرمني من فضلك المعروف. فمن المحال أن أسلو هواها، أو يروق لعيني سواها، وإن معالجة المنون أهون من معالجة الجنون.

عاقل :

كل ما قلته يا ولدي صحيح، لا يحتاج للتصريح. وإني لم أقل لك ما قلت إلا بعد أن أعيتني الحيلة، وضاقت في وجهي سبل الوسيلة، ولم يبق علينا غير باب واحد. فإن لم يفتح لنا فقل يا خيبة المقاصد، وذلك أن الوزير نعيم له أخ كريم، وهو الذي رباه، وأحسن مثواه. فلا يرد الوزير كلامه، ولا يصد مرامه. فهلم بنا لنرجوه في هذا الشان، وإن ساعدنا فقد أسعدك الزمان. (يخرجان)

المنظر الثالث (في بيت الوزير نعيم.)

Unknown page