Islamic Perspective on Argument and Dialogue with the People of the Book

Sharif Muhammad bin Hussein Al-Samdani d. Unknown
46

Islamic Perspective on Argument and Dialogue with the People of the Book

رؤية شرعية في الجدال والحوار مع أهل الكتاب

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

ومما يعين على تحقيق هذا اللازم اهتداء المجادل بطريقة القرآن والسنة في مجادلة ومناظرة أهل الكتاب إذْ بذلك تتم النصرة وتقوم الحجة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وكثير من المصنفين في الكلام لا يردون على أهل الكتاب إلا ما يقولون: إنه يُعلم بالعقل مثل تثليث النصارى ومثل تكذيب محمد ولا يناظرونهم في غير هذا من أصول الدين. وهذا تقصير منهم ومخالفة لطريقة القرآن فإنَّ الله يبين في القرآن ما خالفوا به الأنبياء ويذمهم على ذلك والقرآن مملوء من ذلك» . أهـ. (١) ويفيد في هذا الشأن النظر في القواعد الجدلية المشروعة المستنبطة من الكتاب والسنة ومما دلت عليه العقول والفطر السليمة. (٢) ومن فوائد ما قالوه: أن المناظر لا يحتاج - أحيانا - أن يظهر الحق للمخالف المعاند عند انقطاعه وإنما عليه الاشتغال برد دليله وقلبه عليه ودمغ باطله وبيان تناقضه فيترك في عماية حتى يفيق ويتبين له فساد ما كان عليه.

(١) مجموع الفتاوى (١٩ / ١٨٨) . (٢) عامة الكتب التي كتبت في الجدل هي مبينة لهذه القواعد، وإن كان في بعضها قصور أو زيادة على ما جاء به الشرع. وأوصل الدكتور عثمان علي حسن جملتها إلى: ٢٩ قاعدة. انظر: «منهج الجدل والمناظرة» (٢ / ٦٨٣- ٧٣٩) . والإلمام بأحوال الجدل والمناظرة كـ: الإفحام والنقض والانتقال والسفسطة والانقطاع، إلخ.. مما يفيد ويعين في نصرة الحق من أقرب الطرق، وإنْ كان أصل ذلك مستقرا في الفطرة البشرية، ولهذا لما تكلم شيخ الإسلام عن لفظ «الاستدلال» قال ﵀: «..، وإنْ أُريد به نفس طلب العلم بالشيء بالدليل والنظر فيما يدل الشيء، فهذا مركوز في فطرة جميع الناس، فإنه ما منهم من أحد إلا وعنده من نوع النظر والاستدلال، بل ومن نوع الجدال، بحسب ما هداه الله إليه من ذلك. وقد قال تعالى:» وكان الإنسان أكثر شيء جدلا «. والإنسان يجادل بالباطل ليدحض به الحق من غير معرفة بقوانين الجدل، فكيف لا يجادل بالحق؟ وللناس من النظر والمناظرة في صناعاتهم وأمور دنياهم ما يبين أن النظر والمناظرة مركوز في فطرهم، فكيف في أمور الدين؟ والله سبحانه يقول:» الذي خلق فسوى وقدر فهدى «وقال:» قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى «» . انظر: درء التعارض (٧ / ٤٣٩) .

1 / 46