Islamic Fatwas
فتاوى إسلامية
Publisher
دار الوطن للنشر
Publisher Location
الرياض
Genres
حكم الحج عن المشرك والاستغفار له
س شخص لا يصوم ولا يصلي في حياته، ويذبح للجن والشجر والحجر كأصنام له، ومات مُصرًّا على ذلك، هل يجوز لقريبه أن يحج عنه أو أن يستغفر له؟
ج من مات على الحالة المذكورة في السؤال، يعتبر مشركًا شركًا أكبر لا يجوز الحج عنه ولا الاستغفار له، لقوله ﷾ ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ (سورة التوبة) . ولما ثبت أن رسول الله ﷺ قال " استأذنتُ ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي ".
اللجنة الدائمة
* * *
معنى قوله ﷺ " كُلهم في النار إلا واحدة "
س ما المراد بقول النبي ﷺ عن الأمة حيث يقول في حديث " كلهم في النار إلاواحدة " وما الواحدة؟ وهل الاثنان والسبعون فرقة كلهم خالدون في النار على حكم المشرك أم لا؟ وإذا قيل أمة النبي ﷺ، هل هذه الأمة تقال لأتباعه وغير الأتباع أو تقال لأتباعه فقط؟
ج المراد بالأمة في هذا الحديث أمة الأجابة، وأنها تنقسم ثلاثًا وسبيعين اثنتان وسبعون منها منحرفة مبتدعة بدعًا لا تخرج بها من ملة الإسلام، فتعذب ببدعتها وانحرافها إلا من عفا الله عنه وغفر له، ومآلها الجنة، والفرقة الواحدة الناجية هي أهل السنة والجماعة الذين استنُّوا سنة النبي ﷺ، ولزِموا ما كان عليه هو وأصحابه ﵃، وهم الذين قال فيهم رسول الله ﷺ " لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق ظاهرين لا يَضرُّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله ". أما من أخرجته بدعته عن الإسلام، فإنه من أمة الدعوة لا الإجابة، فيخلد في النار، وهذا هو الراجح.
وقيل المراد بالأمة في هذا الحديث أمة الدعوة، وهي عامة تشمل كل من بُعث إليهم النبي ﷺ، مَن آمن منهم ومن كفر، والمراد بالواحدة أمة الإجابة وهي خاصة بمن آمن بالنبي ﷺ، إيمانًا صادقًا ومات على ذلك، وهذه هي الفرقة الناجية من النار إما بلا سابقة عذاب وإما بعد سابقة عذاب، ومآلها الجنة.
وأما الاثنتان والسبعون فِرقة فهي ما عدا الفرقة الناجية، وكلها كافرة مخلدة في النار وبهذا يتبين أن أمة الدعوة أعمُّ من أمة الإجابة، فكل من كان من أمة الإجابة فهو من أمة الدعوة، وليس كل من كام من أمة الدعوة من أمة الإجابة.
اللجنة الدائمة
* * *
1 / 16