Islamic Fatwas
فتاوى إسلامية
Publisher
دار الوطن للنشر
Publisher Location
الرياض
Genres
ويوجدها بها لحكمة يعلمها، قال تعالى ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ. وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ وقال عن نبيه هود ﵊ في دعوته لقومه ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ وقال عن نبيه نوح ﵊ في دعوته قومه ﴿قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ. يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ وقال تعالى عن رسله عليهم الصلاة والسلام في دعوتهم لأممهم ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ .
وقد ذكر سبحانه أنّ جماعة من المنافقين قالوا عن إخوانهم الذين قتلوا في غزوة أحد ﴿لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا﴾ فأمر سبحانه رسوله محمدا ﷺ، أن يقول لهم ﴿لَوْكُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ فبين أن قتل النفس مرهون بسببه، وأن القتيل ميت بأجله لا قبله ولا بدون سبب، وقد ثبت أن النبي ﷺ قال " من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه ". (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي)
وعلى هذا (فللرعاية الصحية دورها الفعال في صحة الأبدان، ومكافحة الأمراض) كما قال السائل، لكن بإذن الله وتقديره على ماسبق في علمه تعالى، وبجعله تلك الرعاية سببًا لنتائجها وترتيبه مسبباتها عليها بقضائها وقدره حسبما سبق في علمه تعالى، فتبين بهذا أن للأسباب دخلا في مسبباتها من جهة جعل الله لها سببا، ومن جهة أمره سبحانه بالأخذ بها رجاء أن يرتب الله مسبباتها عليها. لامن ذاتها ولا بتأثيرها استقلالًا في نتائجها، بل بجعْل الله لها مؤ ثرة، ولو شاء الله أن يسلبها خواصَّها التي أودعها فيها لفعل، كما وقع في سلبه النار خاصَّتَها فلم تحرق خليليه إبراهيم ﵊، بل كانت بردًا وسلامًا عليه، وفي سلبه خاصة السيولة والإغراق من ماء البحر حتى مرَّ موسى ﵊ وقومه بأمن وسلام، ورد تلك الخاصة إليه عند مررور فرعون ومن معه فأغرقهم، والمسببات مرهونه بأسبابها قضاءً وقدرًا، حتى الآجال طولًا وقصرًا مع الرعاية والإهمال على مقتضى ما سبق في علمه تعالى، فقول
1 / 50