Islam Wa Hadara Insaniyya

Cabbas Mahmud Caqqad d. 1383 AH
57

Islam Wa Hadara Insaniyya

الإسلام والحضارة الإنسانية

Genres

ولكننا لا ننتقل في صحبة توينبي ودراسته التاريخية، بل ننتقل بين الحاضر والمصير في صحبة المئات من المتسائلين الحائرين، وإن العلماء بين الحائرين لأكثر من الجهلاء، وإن الحكماء لأكثر من الحمقى.

مئات من الناس يتساءلون اليوم: ما مصير الإنسانية؟!

وكلما حدث حادث في كتلة الشرق أو كتلة الغرب عادوا إلى السؤال المتكرر المتحير: ما مصير الإنسانية؟ ما مصير الإنسانية؟

هل تنفجر براكين الحرب العالمية؟

وإذا انفجرت هذه البراكين فهل يستخدمون فيها القذائف الذرية؟

وإذا استخدموا فيها القذائف الجهنمية فما نتيجتها بالنظر إلى المنهزمين؟ وما نتيجتها بالنظر إلى المنتصرين؟ وما نتيجتها بالنظر إلى سائر الأمم التي لا تحسب مع هؤلاء ولا مع هؤلاء؟

بل يتساءل المتسائلون المتحيرون: هل يكون في تلك الحرب المرهوبة منتصر ومنهزم؟ وهل تبقى من الدنيا بقية تساوي ثمن النصر وتكافئ وبال الهزيمة؟

ويحق للمتسائل العالم قبل الجاهل، والحكيم قبل الأحمق ، أن يحار في العاقبة وأن يفزع من المصير.

فمن المتفق عليه أن قذيفة «هيروشيما» تعد سلاحا مأمونا بالقياس إلى القذائف المجهزة للاستعمال في الوقت الحاضر. فإن لم تكن هذه القذائف مجهزة فعلا ففي الإمكان أن تجهز القذيفة التي تساوي في قوتها خمسة وعشرين ألف ضعف وزيادة من قذيفة هيروشيما.

ومن المتفق عليه أن أخطار القذيفة الجهنمية لا تنحصر في موضعها، ولا في المقصودين بها، لأنها ترسل في الهواء ذرات من القوة الإشعاعية تعود فتنحدر إلى الأرض غبارا صاعقا لا يبقي ولا يذر.

Unknown page