Islam Fi Qarn Cishrin
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genres
وهو غاية ما ينتظر ممن ينكر الكتاب.
2
الفصل الثاني عشر
آسيا وأفريقيا
وكل بحث في مستقبل المسلمين يستتبع البحث في مستقبل القارتين آسيا وأفريقيا على الخصوص؛ لأن تسعة أعشار المسلمين يسكنون هاتين القارتين، وحولهما تحوم اليوم مطامع الاستعمار والاستغلال والتبشير.
وجملة ما يقال في آسيا: إن شعوبها أضخم من أن تبتلع في بنية شعب آخر، وجملة ما يقال في أفريقيا: إنها أبعد أصلا من أن تندمج في الغرب وهي قائمة على تربتها.
إنما ينظر في هذه وتلك إلى عاقبة السيطرة الثقافية، ولا نعني بالسيطرة الثقافية سيطرة العلم الحديث، فإن الأمم التي تتقدم في العلم الحديث لا تقع تحت سيطرة أمة من جراء ذلك، وقد تتغلب بعلمها على السيطرة الأجنبية إن كانت واقعة في قبضتها.
وإنما نعني بالسيطرة الثقافية سيطرة العقيدة من جانب المذاهب الاجتماعية أو من جانب التبشير.
إن الدول الكبرى التي تتجاذب سياسة العالم هي الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وروسيا الشيوعية.
والظاهر من سياسة بريطانيا في القرن العشرين أن تتراجع عن آسيا، وعن الشرق الأقصى خاصة، وتترك ميدان السباق فيه للروس والأمريكيين، ثم تلوذ بمفترق الطرق بين القارات الثلاث في آسيا الغربية، أي في بلاد العرب التي تمتد من العراق إلى البحر الأبيض والأحمر.
Unknown page