Islam Fi Habasha
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Genres
قال المقريزي: فلما تحضرت دولته وقويت شوكته، سولت له شياطينه أن يأخذ ممالك الإسلام، فأوقع بمن تحت يده في مملكة الحبشة من المسلمين وقائع شنيعة طويلة، قتل فيها وسبى واسترق عالما لا يحصيه إلا خالقه سبحانه.
ثم كتب إلى ملوك الإفرنج يحثهم على ملاقاته لإزالة دولة الإسلام، وواعدهم على ذلك، وأخذ في تمهيد
16
ما بينه وبين البلاد الإسلامية، واستجلاب العربان إليه، فعاجله الله تعالى بنقمته سنة 833ه/1429-1430م. ا.ه.
فهذه شهادة مؤرخ معاصر للحوادث التي كانت تجري بين ملوك الحبشة والمسلمين، تظهر للقارئ ما جبلت عليه ملوك الحبشة وشعوبها من العداوة للمسلمين، فإنهم لم يرعوا حق جوارهم بعد أن قضوا على الوثنية في بلادهم ومصروها، وأقاموا فيها شعائر الإسلام الحنيف.
لهذا لم يجد المسلمون بعد ذلك بدا من إعداد العدة لمقاومة أعدائهم.
ولا شك في أن نهوض الإسلام في تلك البلاد كان كوسيلة لازمة لدفاع المسلمين عن أنفسهم وحريتهم، تلقاء طغيان الأحباش الذين يختلفون عنهم دينا وجنسا.
حدود الحبشة وقتئذ
حصرت المملكة الحبشية ذلك الوقت في الهضبة المرتفعة، ما بين «شوى» و«أمحره» و«تيجري»، وكان الشعب يعاني التعب والشقاء من الحكام وسوء إدارتهم.
وكان نفوذ دولة المماليك يمتد إلى شمالي الحبشة، فقام رجل اسمه «يكونه أملاك»، وأسس دولة حبشية وهي «الأسرة السليمانية»، وأخذ يشن الغارات على المسلمين في الجنوب والجنوب الشرقي.
Unknown page