إيزيس :
إذا كان الأقوى جسديا هو الذي يحكم، فلماذا لا تحكمنا البغال؟! لا شك أن البغل أقوى منك جسديا يا سيت.
سيت :
لم تخلق المرأة للحكم، لقد خلقت المرأة لتكون أما حنونا، وزوجة رقيقة وديعة، تنتظر زوجها بابتسامة حانية، ووجه بشوش، وجسم ناعم معطر ... نعم، هذه هي الزوجة المثالية؛ لا يشغل عقلها وقلبها إلا زوجها. كم أتمنى أن تكوني لي هذه الزوجة يا إيزيس! أن أضع فوق رأسك تاج المرأة، أن تكوني الملكة المتوجة في بيتي، أن أحوطك بذراعي كل ليلة. كم أريدك يا إيزيس! أريدك أن تكوني لي الزوجة والحبيبة؛ أنت امرأة رقيقة القلب جميلة، لم تخلقي لتخوضي صراعات السماء وحروب الأرض، لم تخلقي لترتدي هذه الملابس الخشنة، خلقت لترتدي الحرير وتنامي في السرير وتتركي لي المعارك. كم أحبك حين تكونين هذه الأنثى الوادعة المطيعة! (يربت على رأسها وشعرها ويحاول أن يعانقها لكنها تبعده عنها.)
إيزيس :
المطيعة؟! أتعرف ما معنى أن أطيعك؟ معناه أن ألغي عقلي وتفكيري، أن أصبح جسدا بغير عقل، وتصبح أنت عقلي ورأسي. أنت لا تريدني كما أنا، ولا تحبني كما أنا؛ إنسانة كاملة، عقلا وجسما، ولكنك تريد الأنثى الرخوة الضعيفة، الجسد الخامل المعطل إلا من التزين والتعطر والتحلي بالجواهر، الزوجة الغبية تنتظر عودتك لتملأ معدتك بالأكل وتشبع شهوتك للاغتصاب وتجعل منك إلها مستبدا متعصبا لرأيه، تتظاهر أمامك بالغباء والعجز عن مناقشتك؛ لتشبع فيك نوازع العظمة وأمراض السيادة والألوهية. هذه هي الزوجة والحبيبة التي تريدها، وهي ليست أنا بالتأكيد ... ليست إيزيس ... إلهة العقل والحكمة ...
سيت :
أعترف أن عقلك ...
إيزيس :
لن ألغي عقلي يا «سيت»، وإن أعطيتني عرش السماء والأرض! لن أتحول من إنسان إلى عبد وإن حكمت علي بالموت أنت والإله رع! الآن فقط أدرك لماذا أحببت أوزوريس ولم أحبك. كنت مع أوزوريس أشعر أنني إنسانة، كان يعرف قيمتي، الحب هو المعرفة، أن تعرف قيمة من تحب، أوزوريس كان يعرفني، يعرف في إنسانيتي وأجمل ما في ... عقلي ... قلبي ...
Unknown page