بعينه، ويقولون: سَقاه الشَّوبَ بالذَّوب، فالذَّوب: العَسَل. والشَّوب زعموا: الّلبن. ولا أدري مما اشتُقّ في هذا الموضع. وقد سمَّت العربُ أشيَبَ وأحسبه أبا بُطينٍ منهم. وقالوا: رجلٌ أشيبُ، ولم يقولوا امرأةٌ شيباء، اكتفَوا بالشَّمطاء في هذا الموضع.
ابن هاشم
وهاشم: فاعلٌ من قولهم: هَشَمت الشَّيء أهشِمُه هْشمًا، إذا كسرتَه. وكلُّ شيءٍ كسرتَه حتى ينشدِخَ فقد هشَمتَه. وهَشِيم الشَّجر: ما يبِس من أغصانه حتى يتكسَّر. وسمِّي هاشمًا فيما يزعمون لهشْمه الخبزَ للثَّريد. قال مطرودُ بن كعبٍ الخُزاعيّ:
عمرُو العُلَى هَشَمَ الثَّريدَ لقومه ... ورجالُ مكّةَ مُسنِتُون عِجافُ
أي أصابتهم السنةُ الجدبة. وقد سمَّت العرب هِشامًا وهاشمًا وهُشَيمًا ومُهشّمًا. وكأنّ هِشامًا مصدرُ المهاشَمَة. والشيء الهشيم والمهشوم واحد.
والهُشَامة: الشَّيء المهشوم، خبزًا كان وغيرَه. واسم هاشمٍ عمرو. وعمرو مشتقٌّ من شيئين: إمّا من العَمْر وهو العُمر بعينه، يقال العَمْر والعُمر بالفتح والضم، ومنه قولهم لَعمرُك، قسمٌ بالعَمْر. قال ابن أحمر:
بانَ الشّبابُ وأخلف العَمْرُ ... وتغيّرَ الإخوانُ والدَّهرُ
1 / 13