ويقول ابن المنذر في "باب ذكر الحال التي يجب على المرء القتال فيه في أيام الفتن، والحال التي يجب على المرء الوقوف عن فيه، وكف يده ولسانه، فعلي الناس الوقوف عند ذلك الوقوف عن القتال مع أحد من الطائفتين للأخبار التي جاءت عن النبي ﷺ في ذلك، وقد ذكرت في ذلك بأسانيدها في مختصر كتاب السنن والإجماع والاختلاف (١).
فهذه النصوص في كتاب الإشراف قد يستخلص منها الأمور الآتية:
١ - الإشراف مختصر من الكتاب الكبير للمؤلف.
٢ - الإشراف ليس هو "مختصر كتاب السنن والإجماع والاختلاف".
٣ - مختصر كتاب السنن والإجماع والاختلاف، ليس هو "الأوسط في السنن والإجماع والاخلاف.
٤ - مختصر كتاب السنن والإجماع والاختلاف أكبر من الإشراف.
٥ - الإشراف مختصر من الأوسط.
هذا وهناك كتب وأبواب توجد في كتاب "الأوسط"، وهذه الكتب والأبواب نفسها موجودة في "الإشراف" وعند المقارنة من الكتابين في باب واحد يتضح الفرق بينهما، واختصار الثاني من الأول، ولا تبقى شيبة من الشك بل يكون وضوح الدليل كالشمس في رابعة النهار.
٣ - منهج المؤلف في هذا الكتاب:
إن ابن المنذر في تصانيفه منفرد، فإنه يكثر من الرواية، والسماع، والتدوين في الأحاديث النبوية، وآثار الصحابة وفقههم، وأقوال التابعين ومن بعدهم، وسلك في هذا الكتاب مثل هذا المسلك، جمع فيه بين طريقة المحدثين
_________
(١) الإشراف ٢١٢/ ألف القاهرة، و٣٣٦/ ألف الثالث.
1 / 26