٢ - أصل كتاب الإشراف:
يعد الإشراف لابن المنذر أوسع كتب في مذاهب العلماء شهرة، وأرها ذكرًا، وأكثرها فائدة، وهو مختصر عن كتاب الأوسط للمؤلف نفسه، فقد أوجز هنا ما فصله هناك من ذكر أسانيد الأحاديث النبوية، وأسانيد آثار الصحابة، واختصر جانبًا كبيرا من أدلة المذاهب وحججهم، ومناقشتها.
وقد صرح بهذا ابن قاضي شهبة الدمشقي، قال: صنف كتبًا معتبرة عند أئمة الإسلام، منها الإشراف في معرفة الخلاف، والأوسط، وهو أصل الإشراف (١)، وتبعه في ذلك الداؤدي في طبقاته (٢).
كما صرح المؤلف نفسه في عدة مواضع من كتاب الإشراف، يقول ابن المنذر في "باب ذكر الوجه الثاني الذي يجب على الناس الوقوف عن القتال فيه وطلب السلامة منه" قال علي بن أبي طالب: أوصاني خليلي وابن عمي قال: إنها ستكون فتن وفرقة، فإذ كان كذلك فاكسر سيفك واتخذ سيفًا من خشب، وقد فعلت، يقول ابن المنذر: وقد ذكرنا هذه الأخبار وسائر الأخبار عن محمد بن مسلمة وأبي بكر، وأبي هريرة بأسانيدها في الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب (٣).
ويقول في باب ما يتخذ من الخمر وذكر تحريم ما أسكر من الأشربة كلها في كتاب الأشربة: وقد جاء أهل الكوفة بأخبار معلولة، قد ذكرناها مع عللها في كتاب الأوسط (٤).
_________
(١) ط. الشافعية لابن قاصي شهبة ١/ ٦٠.
(٢) ط. المفسرين للداؤدي ٢/ ٥٦.
(٣) الإشراف ٢١٢/ ب القاهرة و٣٣٦/ ب الثالث.
(٤) الإشراف ٢٠٦/ ألف القاهرة، ٣٣٠/ ب الثالث.
1 / 25