١ - ابن المنذر النيسابوري
١ - مولده ونشأته:
هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري، الحافظ، العلامة، الفقيه، المجمع على إمامته وجلالته، ووفور علمه، ولد بنيسابور عاصمة خراسان في ذلك الزمان، قال الذهبى ولد في حدود موت أحمد بن حنبل (١)، وقال الزركشى: ولد سنة اثنين وأربعين ومائتين من الهجرة (٢)، ونشأ وتعلم، وسمع طائفة من شيوخ التفسير، والحديث، والفقه، حتى برع فيها، وبدت نجابته، وذاع صيته، وعلت منزلته، حتى جلس مجلس المحدثين، وبدأ التحديث من موطنه الأصلى، قال تلميذه أبو بكر الخلال الحنبلي: حدثنا الأكابر بخراسان منهم محمد بن المنذر (٣).
٢ - رحلاته العلمية:
برز الإِمام ابن المنذر في أنواع كثيرة من العلوم الشرعية، وقد استحق مسند التدريس في نيسابور في أثناء إقامته بها، ولم يستقر به المقام هناك، حتى نزل مكة شوقًا في طلب العلم وحرصًا على استيعابه، وسكنها، فكان يعرف بفقيه مكة، وشيخ الحرم، وقد طاف في البلاد للعلم والمعرفة، فسافر إلى بغداد وسمع من المشايخ، يقول ابن المنذر: حدثنا كثير بن شهاب ببغداد حدثنا
_________
(١) سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٩٠.
(٢) الأعلام ٥/ ٢٩٤، وحيث كانت وفاة الإمام أحمد سنة ٢٤١ هـ، فكان هذا التحديد تقريبًا مقتبسًا من قول الإِمام الذهبى السابق.
(٣) ط. الحنابلة ١/ ٣٨.
1 / 9