على قرب أَجله وَإِن صَار فخارا من طين فَإِنَّهُ يدع فعل شَيْء من أَنْوَاع التهديد (وَمن رأى) أَن بِرَأْسِهِ شعاعا من نَار فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن: حَظّ ومنصب وظلم وقهر وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الرَّأْس إِذا صَار كنوع من الْمَعَادِن والنبات فَإِنَّهُ كَانَ نَوعه محبوبا فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود قَالَ إِسْمَاعِيل الْأَشْعَث: من رأى أَن رَأسه صَار كرأس الطُّيُور فَإِنَّهُ يدل على سَفَره وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا رُؤُوس الْحَيَوَان من حَيْثُ الْجُمْلَة مَال ورياسة فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّا يُؤْكَل لَحْمه يكون كسب مَال من وَجه حل وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكله يكون من وَجه حرَام. وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الرَّأْس تدل على اثْنَي عشر وَجها: رَئِيس وكبير جمَاعَة وَأب وَأم وَإِمَام وأمير وعالم وَمَال وَولد وَغُلَام وَجَارِيَة وَامْرَأَة (وَمن رأى) أَنه أَدخل رَأس فِي تنور فَإِنَّهُ يصحب من لَيْسَ يحصل بِهِ فَائِدَة وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه أدخلها فِيمَا لَا يحب مثله فِي الْيَقَظَة فتعبير ضِدّه وَأما الآذان قَالَ دانيال ﵇ وَابْن سِيرِين والكرماني فِي رُؤْيا الآذان امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته أَو خَالَته من النِّسَاء فَمن رأى فِيهَا حَادِثا أَو زِيَادَة فَإِنَّهُ يؤول فِي الْمَذْكُورين وَقيل إِن رأى أَنه قطع أُذُنه فَإِنَّهُ موت احداهن أَو مفارقتها (وَمن رأى) أَنه دخل فِي أُذُنه مَا لَا يُحِبهُ فِي الْيَقَظَة أَو حصل مِنْهُ مَا يشوش فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضاه (وَقَالَ الْكرْمَانِي): (من رأى) أَن آذانه زدن عَن الْحَد فيؤول فِي النسْوَة وَنَحْوهَا كَمَا تقدم وَإِن رأى أَنه أَصمّ فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد فِي دينه رُبمَا يكون لَهُ ميل إِلَى الْكفْر لقَوْله تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فِي أَصْحَاب السعير﴾ وَمن رأى أَنه ينظف أُذُنَيْهِ من الْوَسخ فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ أَو يسمع خَبرا سارا بِحَيْثُ يحصل لَهُ مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل مَا أخرجه من أُذُنه فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَته (وَمن رأى) أَن أحدا وضع أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على من يغتاب عائلته وَإِن رأى أحدا أخرس أُذُنه فَلَيْسَ بمحمود (وَمن رأى) أَن بأذنيه قرطا وَهُوَ الْحلق فَإِن كَانَ نَوعه مَحْمُودًا فِي الْيَقَظَة فجيد فِي حَقه من ذكر أَو أُنْثَى وَإِذا كَانَ لَيْسَ بمحمود فضده (وَمن رأى) آذَانا كَثِيرَة جدا فَإِنَّهُ يدل على أَنه يسمع الْكَلَام وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعقله لقَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَهُم آذان لَا يسمعُونَ بهَا﴾ وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيَة الآذان تؤول على ثَمَانِيَة أوجه: امْرَأَة سَوَاء كَانَت زَوجته أَو قريبته وَصَاحب صَدُوق ورفيق مُوَافق وَغُلَام مقبل وَمَال نَافِع وهم وغم وَفَرح وسرور وتوبة وَرُجُوع وَأما العينان فيؤولان بِالدّينِ وَغَيره فَمن رأى أَنه أعمى أَو انفقأت عَيناهُ فقد صد عَن الاسلام بِمَعْصِيَة كَبِيرَة أَتَاهَا لقَوْله تَعَالَى: ﴿رب لم حشرتني أعمى﴾ الْآيَة وَقيل انه يُصِيب رزقا وَاسِعًا وسعادة الدُّنْيَا لما قَالَه النَّاس فِي الْمثل السائر: لما سعد فلَان عمي وَقيل إِنَّه يفقد أَوْلَاده لأَنهم قُرَّة الْأَعْين لقَوْله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين يَقُولُونَ رَبنَا هَب لنا من أَزوَاجنَا﴾ الاية وَقيل انه يعمى عَن حجَّته وَطلب حَاجته قيل يكون قَلِيل الْمعرفَة لَا يدْرك الْأُمُور وَلَا يعرف مِقْدَار النَّاس (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ ابيضتا فَإِنَّهُ يدل على طول حزنه لقَوْله تَعَالَى: ﴿وابيضت عَيناهُ من الْحزن﴾ . (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ): الْعين دين الرجل وبصيرته الَّتِي يبصر بهَا الْهدى من الضلال (وَمن رأى) أَن عَيْنَيْهِ عينا غَرِيب مَجْهُول فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب بَصَره وَإِن رأى أَن عَيْنَيْهِ صارتا معدنا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَقيل هم وحزن وَرُبمَا يحصل لَهُ مَعْدن ينْتَفع بِهِ (وَمن رأى) أَن عَيناهُ طمستا فَإِنَّهُ يرجع عَن دين الْإِسْلَام إِلَى غَيره لقَوْله تَعَالَى: ﴿وَمن كَانَ فِي هَذِه أعمى﴾ الْآيَة وَقيل يحفظ الْقُرْآن وينساه وَإِن رأى أَنه كَانَ أعمى ثمَّ أبْصر فَإِنَّهُ يَهْتَدِي إِلَى الْحق وَقَالَ بَعضهم: تؤول هَذِه على سَبْعَة أوجه: حُصُول دين وَمَال وَأَوْلَاد ولقط وبصيرة وارشاد وشفاء من سقم (وَقَالَ بعض المعبرين): رُؤْيَة الْأَعْمَى تدل على الغربة لقَوْله ﵇: الْغَرِيب كالأعمى وَلَو كَانَ بَصيرًا وَإِن رأى أَنه أعمى وَقصد من يداويه فَإِنَّهُ يدل على مرتكب مَا لَا يحل وقصده الاقلاع عَن ذَلِك فَإِن وجد من يداويه وداواه فحصول مُرَاده وَإِلَّا فيرجى لَهُ التَّوْبَة وَكَذَلِكَ تَعْبِير عَيْني الْمَرْأَة وَيُرَاد فِيهِ الزَّوْج وَقَالَ بعض المعبرين: من رأى حَادِثا فِي عينه فيؤول على الْأَوْلَاد فالعين الْيُمْنَى ذكر واليسرى أُنْثَى وَإِن رأى أَنه يَقُود أعمى فَإِنَّهُ يرشد ضَالًّا إِلَى الْحق. (وَمن رأى) أَنه أَعور الْعين فقد ذهب نصف دينه وَأصَاب إِثْمًا عَظِيما وَقيل انه ينْتَظر مَنْفَعَة من أَخِيه ويرجى لَهُ نموها وَرُبمَا إِنَّه يتَخَلَّص من الاثم وَقيل ان كَانَ لَهُ أَخ أَو ولد يَمُوت وَرُبمَا يذهب نصف مَاله وَقيل يذهب نصف عمره فيصلح مَا بَقِي وَقد يكون من أهل الْجنَّة لقَوْله ﵇: من عدم إِحْدَى كريمتيه كَانَ جَزَاؤُهُ الْجنَّة كَمَا قَالَ ﵇ فِي الحَدِيث الصَّحِيح وَقَالَ بعض المعبرين: إِنِّي لأكْره ذَلِك فِي الْمَنَام لِأَن إِبْلِيس كَانَ أَعور وَكَذَلِكَ
1 / 654