(وَمن رأى) أَنه ظلم من سَيّده فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة وَرُبمَا يعْتق وَإِن رأى أَنه هُوَ الظَّالِم فحصول هم وغم وندامة وَإِن كَانَ الْمَظْلُوم من رفقته فحصول مضرَّة من سَيّده ومشقة وَقَالَ بعض المعبرين: اني أكره فِي الْمَنَام رُؤْيا الظَّالِم الْمَشْهُور بالظلم والظلمة وَلَو تواطأ الْمَنَام على أَي وَجه كَانَ.
٤ - (فصل فِي رُؤْيا الأعوان)
(وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وعرفه عَن أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ للْحَاكِم فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا دلّ على انْقِضَاء أَجله وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم فِي أَمر أَو نازعه فحصول حذر شَدِيد (وَمن رأى) أَنه أبذى بِلِسَانِهِ على أحد مِنْهُم بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يقهر فِي أمره (وَمن رأى) من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ (وَمن رأى) أَنه صَار من الأعوان أَو أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة (وَمن رأى) عوانيا مَشْهُورا بالأذى فعلى وَجْهَيْن: قيل حُصُول غَرَامَة أَو انتقام عَدو.
٥ - (فصل فِي رُؤْيا البرددارية وَالرسل والنقباء)
قيل: رُؤْيا البرددارية تؤول بِقَضَاء الْحَاجة وَعز وجاه وَقَالَ جَابر المغربي: (من رأى) أَنه برددارا عِنْد ملك عَادل فَإِنَّهُ حُصُول خير وَصَلَاح ويرزق رزقا حَلَالا وَإِن كَانَ الْملك بِخِلَاف ذَلِك فحصول مَال حرَام واشتغال بِالْفَسَادِ وَإِن رأى أَي حَاكم كَانَ فتعبير أفعالهم وأقوالهم كَمَا تقدم فِي الأعوان وَقيل رُؤْيا البرددار تدل على حل أُمُور معقدة وَأما رُؤْيا النَّقِيب فحصول عَطاء من أحد (وَمن رأى) رَسُولا جَاءَ من مَكَان على هَيْئَة حَسَنَة فَلَا بَأْس بِهِ وَأما بَقِيَّة المرجفين كالاجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الَّذين يأْتونَ بِأَمْر شنيع فيؤول ذَلِك على وَجْهَيْن: إِمَّا بِشَارَة وَخير أَو هم ومصيبة.
٦ - (فصل فِي رُؤْيا السجانة والجلادة والضوية)
أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق واما الجلادة فرؤياهم تدل على حُصُول المُرَاد سَرِيعا وَأما الضوية فتؤول على أَرْبَعَة أوجه: حكم وَحج وسفر وشروع فِي أَمر وَإِن رأى الضرابين بالأسواط الْفَاحِشَة كالمقارع وَنَحْوه يعده أحد بوعد ويكذب.
٧ - (فصل فِي رُؤْيا الخفراء وأرباب الْإِدْرَاك والحراس)
إِن رأى خفيرا فَإِنَّهُ خفارة خُصُوصا ان طَاف عَلَيْهِ وَقل مُطَالبَة (وَمن رأى) صَاحب دَرك فنظيره دَرك وَقيل احتواء على أَمر مَفْهُوم وَإِن رأى حارسا فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ وَقيل رُؤْيا ذَلِك جَمِيعه إِذا كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر فَهُوَ جيد وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْبَاب الثَّامِن عشر)
(فِي رُؤْيا السنين والأعياد وَالْأَشْهر والفصول وَالْأَيَّام وَالْجمع والساعات)
٣ - (فصل فِي رُؤْيا السنين)
(من رأى) رَأس السّنة وَرَأى فِي ذَلِك مَا يدل على الْخَيْر فَتكون تِلْكَ السّنة عَلَيْهِ مباركة وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده (وَمن رأى) من يُخبرهُ عَن أَمر لمُدَّة من السنين فَإِن كَانَ مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة فَرُبمَا يكون الْأَمر بِعَيْنِه فِي الْمدَّة الْمَذْكُورَة وَرُبمَا تدل السّنة على الشَّهْر أَو على الْجُمُعَة أَو على الْيَوْم وَرجح بَعضهم ان السّنة تعبر بالشهود لما
1 / 648