إِلَى حَاكم وَإِن رَآهُ يَدعُوهُ إِلَى أَمر معِين فتأويله على معنى ذَلِك الْأَمر (وَمن رأى) إنْسَانا مَعْرُوفا صَار طواشيًا فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: صَلَاح وَعبادَة وَعلم وَحِكْمَة وَإِن كَانَ فِي حَرْب فحصول مذلة وَغلب (وَمن رأى) أَنه صحب طواشيا فَإِنَّهُ يصحب أحدا من طلاب الْآخِرَة وَقَالَ بعض المعبرين: رُؤْيا الطواشية تؤول على رُؤْيا انسان لَيْسَ لَهُ مَعْقُول.
٩ - (فصل فِي رُؤْيا العبيد)
كل من كَانَ فِي الرّقّ فَإِنَّهُ عبد سَوَاء كَانَ أَبيض أَو اسود (فَمن رأى) أَنه اعْتِقْ عَبده يدل على موت العَبْد أَو حُصُول خير للْمُعْتق (وَمن رأى) أَن عَبده بلغ فَإِنَّهُ يعْتق (وَمن رأى) أَن عَبده لطمه فَإِنَّهُ يعْتق أَيْضا (وَمن رأى) أَنه يكلم العبيد اَوْ يخالطهم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله (وَمن رأى) أَنه اشْترى غُلَاما أصَاب خيرا وَقيل هم وحزن وَالْبيع احسن من الشِّرَاء (وَمن رأى) أَنه صَار عبدا يُبَاع فَلَا خير فِيهِ وَقيل فقر ومذلة وَإِن كَانَ فِي محاكمة فَإِن عدوه يظفر عَلَيْهِ.
١٠ - (فصل فِي رُؤْيا الخدم وهم الْجوَار)
فَمن رأى جمَاعَة من الْجوَار فَهُوَ خير ونعمة خُصُوصا إِن كَانَ هُوَ مالكهن وَإِن رآهن عرايا وفيهن مَا ينقصهن فَلَيْسَ بمحمود وَقيل رُؤْيا الْجَارِيَة الْحَسَنَة سنة مخصبة (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة بَيْضَاء فَإِن تِجَارَته تربح ويلقى خيرا (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة صفراء فَإِنَّهُ تتعذر عَلَيْهِ حَاجته وَقيل مرض (وَمن رأى) أَنه اشْترى جَارِيَة سَوْدَاء فَإِنَّهُ نجاة من هم وغم (وَمن رأى) أَنه يَبِيع جَارِيَة من أَي جنس كَانَ فَإِنَّهُ فقر وحاجة أَو بيع دَاره أَو آنِية من أواني الْبَيْت (وَمن رأى) أَن جَارِيَة صَبِيحَة الْوَجْه تَأتيه فَإِن يُصِيب خيرا وَإِن كَانَ لَهُ رزق عِنْد السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يَأْخُذهُ وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ بِخَير وَإِن كَانَت قبيحة المنظر أَتَاهُ مَا يكره (وَمن رأى) جَارِيَة تطرح نَفسهَا على النَّاس سِفَاحًا فانها تكون فتْنَة تموج فِي ذَلِك الْمَكَان واما الْعتْق وَالْبُلُوغ واللطمة فتأويلها فِي الْجوَار نَظِير مَا تقدم فِي العبيد وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْجَارِيَة المجهولة المتزينة الْمسلمَة تؤول بِسَمَاع خبر سَار وَالْجَارِيَة العبوسة خبر غير جيد والمهزولة اصابة هم وفقر والعريانة خسارة.
١ - (فصل فِي رُؤْيا الْخُنْثَى)
من رأى خُنْثَى أَو أَنه صَار بِنَفسِهِ فَإِنَّهُ يؤول بِخَمْسَة أوجه: عدم الْجِمَاع وَالْغسْل وَتَأْخِير مَنْزِلَته وَضعف قوته وحنو وشفقته (من رأى) خنوثة على الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يتَصَوَّر لَهُ وَيكون بِخِلَافِهِ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْبَاب السَّابِع عشر)
(فِي رُؤْيا الظلمَة والأعوان والمرجفين والجلادة والسجانة والضوية وَمَا يُنَاسب ذَلِك)
٣ - (فصل فِي رُؤْيا الظلمَة)
من رأى ظَالِما مَعْرُوفا يفعل أمرا لَيْسَ بزين فَإِنَّهُ يدل على اضراره فِي ظلمه وَإِن فعل مَا يستحسنه النَّاس فَإِنَّهُ يرجع عَن ذَلِك وَقَالَ بَعضهم: يعبر بالضد (وَمن رأى) ظَالِما حسنت سيرته فَهُوَ عَزله عَمَّا هُوَ فِيهِ (وَإِن رأى) أَن ظلمه زَاد تعديه إِلَى أَن بلغ زِيَادَة الْمبلغ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أَمر وَيكون على شرف النوال (وَإِن رأى) أَنه ظَالِم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه: ظلم النَّفس وظلم الْغَيْر وقصور الهمة عَن الْمصَالح (وَمن رأى) أَنه ظلم أحدا بِعَيْنِه فَإِنَّهُ حُصُول ظفر للمظلوم وَكَذَلِكَ إِذا رأى أحدا ظلمه لقَوْله تَعَالَى: ﴿أذن للَّذين يُقَاتلُون بِأَنَّهُم ظلمُوا وَإِن الله على نَصرهم لقدير﴾ (وَمن رأى) أَنه يسْأَل فِي ازالة ظلم يدل على أَنه مظلوم وَقيل: من رأى أَن الْملك ظلمه فَإِنَّهُ يحْتَاج اليه فِيمَا يَلِيق بِهِ (وَمن رأى) أَنه حصل مِنْهُم ظلم فِي حق أحد من الْأَعْيَان فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُم ضَرَر ومصيبة وَقَالَ جَابر المغربي: (وَمن رأى) أَنه ظلم أحدا مِمَّن هُوَ دونه فَإِنَّهُ يكون مَظْلُوما (وَإِن رأى) أَنه مظلوم من أحد مِنْهُم فضد ذَلِك وَقَالَ بعض المعبرين:
1 / 647