فَيَأْتِي تَعْبِيره فِي بَابه وَأما رُؤْيا جمَاعَة المطبخ فكثرة كَلَام يَقع وتعب فِي طلب الرزق وَأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وَرُبمَا يعْمل عملا حسنا وَأما البوابون فَمن رأى أَنه بوابا وَلم يعاين الْبَاب فَإِنَّهُ تقضي حَوَائِجه خَاصَّة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْبَاب السَّادِس عشر)
(فِي رُؤْيا الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وَالصغَار والطواشية وَالْعَبِيد والخدم وَالْخُنْثَى)
٣ - (فصل فِي رُؤْيا الرِّجَال)
من رأى رجلا مَعْرُوفا يصنع شَيْئا أَو يُعْطِيهِ شَيْئا فَإِنَّهُ هُوَ بِعَيْنِه أَو سميه أَو نَظِيره من النَّاس وَقيل من رأى رجلا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ خير وبركة وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب قدم أَو أَتَى خَبره أَو كِتَابه (وَمن رأى) شَيخا مَعْرُوفا وَقد جرى بَينهمَا كَلَام فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْبركَة لقَوْله ﵊: الْبركَة فِي الأكابر وَقيل: رُؤْيا الشَّيْخ الْمَعْرُوف إِذا خالط شَيْبه سَواد يكون أبلغ خُصُوصا إِذا كَانَ جسيما وَالشَّيْخ الْمَجْهُول هُوَ جد الانسان الَّذِي يجده فَكلما رأى فِيهِ من حشمة ووقار وَكَلَام يدل على خير وَيكون مُوَافقا لغَرَض الرَّائِي فَهُوَ أحسن وأخير وَجَمِيع مَا يجده يحصل وَيكون مُوَافقا للمقاصد جَمِيعًا وَإِن لم يبْق من سوَاده شَيْء فَهُوَ أَضْعَف وأهون (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: إِن رأى شَيخا أشرف فَهُوَ تمكنه من الْخَيْر وَقيل رُؤْيا الشَّيْخ تؤول على أَرْبَعَة أوجه: خير وبركة وَقَضَاء حَاجَة وَأمن (وَمن رأى) شَابًّا أَو كهلا حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ بِشَارَة وَحُصُول خير سَوَاء كَانَ مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا وَقيل إِذا كَانَ الشَّاب مَجْهُولا وَهُوَ لَيْسَ بِحسن المنظر فَهُوَ عَدو واعذار (وَمن رأى) جمَاعَة مَشَايِخ أَو شباب فهم رَحْمَة خُصُوصا إِذا جرى مِنْهُم كَلَام الْبر (وَمن رأى) أَن أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ أَجود خُصُوصا إِذا كَانَ صنف ذَلِك الشَّيْء محبوبا وَإِن رأى أَنه هُوَ العاطي فَإِنَّهُ جيد أَيْضا (وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَهُوَ نَاقص فَإِنَّهُ كَانَ شَيخا فالنقص فِي جده وَإِن كَانَ شَابًّا فالنقص فِي عدوه.
٤ - (فصل فِي رُؤْيا النِّسَاء)
من رأى عجوزا فَهِيَ دنيا قد أَدْبَرت خُصُوصا إِذا كَانَ فِيهَا نقص فَهُوَ أشين وأقبح (وَمن رأى) أَنه يزاول عجوزا ويعطيها فَإِنَّهُ يكون طَالب الدُّنْيَا وبحثا عَلَيْهَا ويناله مِنْهَا بِقدر مؤاتاته والعجوز المجهولة أقوى من الْعَجُوز الْمَعْرُوفَة فَإِن كَانَت ذَات هَيْئَة حَسَنَة وشيمة طَاهِرَة على هَيْئَة أهل التقى كَانَت دنيا حَرَامًا أَو مَكْرُوها فِي الدّين فَإِن كَانَت شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر سَيِّئَة فَلَا دين وَلَا ديانَة وَلَا زين (وَمن رأى) امْرَأَة حَسَنَة وَهُوَ يكلمها أَو يخالطها أَو يضاحكها أَو يلاعبها أَو دخلت عَلَيْهِ فِي بَيته فانها سنة مخصبة وَخير وسرور وَإِن كَانَ فَقِيرا يحصل لَهُ مَال ورزق وَإِن كَانَ مسجونا فرج الله عَنهُ (وَمن رأى) امْرَأَة تَأمر النَّاس وتنهاهم فِي الله فَهُوَ صَالح فِي الدّين خُصُوصا ان كَانَ الْأَمر للرائي (وَمن رأى) نسْوَة ذَات عدد نقلن إِلَى مَكَان فانهن عُمَّال يقدمُونَ على أهل ذَلِك الْبَلَد. (وَمن رأى) امْرَأَة تنازعه وَحصل مِنْهَا اشمئزاز ونفور بَالغ فانها زَوَال نعْمَة وَقيل ان كَانَت ذَات منصب فانها زَوَاله وتفرق أمره وَحكمه ثمَّ يعود كَمَا كَانَ وتنتظم أَحْوَاله وَقيل: من رأى امْرَأَة مَا رَآهَا قطّ وَهِي شعثاء لَا بُد يذهب مِنْهُ شَيْء فَإِن كَانَت حَسَنَة يجده بعد ذَلِك وَقيل: من رأى أَنه قبل امْرَأَة ذهب مِنْهُ شَيْء وَإِن وَطئهَا لَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَن زَوجته مَعَ غَيره ذهب مَاله أَو جاهه وَلَا يكون حسنا فِي دينه وَقيل غنى وَدُنْيا وَاسِعَة (وَمن رأى) أَن زَوجته أَهْدَت إِلَيْهِ زوجا غَيرهَا أَو امْرَأَة فَهُوَ يفارقها أَو يخاصمها (وَمن رأى) أَن زَوجته تحمله فَإِنَّهُ حُصُول غنى وَخير يَأْتِيهِ وَقيل من رأى أَنه يحمل امْرَأَة حَسَنَة فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا فرج الله عَنهُ أَو مهموما فرج الله همه وغمه (وَمن رأى) امْرَأَة فاسقة أَو زَانِيَة فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح وَالدّين فَهُوَ خير وَزِيَادَة بركَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يكون قلَّة دين وارتكاب محارم وَحُصُول شرور وضرر (وَمن رأى) أَن زَوجته تَدْعُو رجلا فَإِن كَانَت حَامِلا تَأتي بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَخير (وَمن رأى) أَن امْرَأَة عقيمة حملت فَإِنَّهُ دَلِيل خير وَصَلَاح فِي الدُّنْيَا
1 / 645