فكان أول ذكر آمن بعدها أبو بكر رضي الله تعالى عنه (١).
وقيل: عليّ، وكان في حجر النبي ﷺ منذ كان صغيرا، فلذلك قال ﵁:
سبقتكم إلى الإسلام طرّا ... صغيرا ما بلغت أوان حلمي (٢)
= شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا. فأنزل الله ﷿: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. وأشار الحافظ إلى الرواية الثانية للطبري من طريق إسماعيل مولى آل الزبير. وقال: والحق أن الفترة المذكورة في سبب نزول والضحى غير الفترة المذكورة في ابتداء الوحي، فإن تلك دامت أياما وهذه لم تكن إلا ليلتين أو ثلاثا، فاختلطتا على بعض الرواة.
(١) هذا أحد قولي ابن عباس وحسان بن ثابت وأسماء بنت أبي بكر وإبراهيم النخعي وغيرهم ﵃ جميعا. انظر الطبري ٢/ ٣١٤ - ٣١٥، والدرر لابن عبد البر/٣٨/، والصفوة لابن الجوزي ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨، والبداية والنهاية ٣/ ٢٦ - ٢٨ وقال: وهو المشهور عن جمهور أهل السنة. وانظر السيرة الشامية ٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧.
(٢) قول سيدنا علي ﵁ ساقه هكذا: ابن الوردي في تاريخه ١/ ١٣٧ وفيه بدل (صغيرا): غلاما. وأخرجه الإمام البيهقي في السنن الكبرى ٦/ ٢٠٦ بلفظ: سبقتهم إلى الإسلام قدما غلاما، ما بلغت أوان حلمي وقال: ليس في رواية ابن عبدان (قدما)، وهذا شائع فيما بين الناس من قول علي ﵁، إلا أنه لم يقع لنا بإسناد يحتج بمثله. أقول: وكان عمره ﵁ حين أسلم ثماني سنين كما رواه يعقوب بإسناد صحيح، أو عشر سنين كما قال ابن إسحاق ١/ ٢٤٥ وهو الراجح كما قال الحافظ في الفتح ٧/ ٨٩. وأما كونه أول من آمن بعد خديجة ﵄، فقاله كثيرون، منهم: ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم كما في الترمذي ٩/ ٣١٠ - ٣١٢، ورواه الطبراني عن سلمان الفارسي. ورووه عن محمد بن كعب وبريدة وأبي ذر والمقداد وخباب والحسن البصري وغيرهم ﵃ جميعا. (انظر ابن-