قال عنه ابن خلكان: "كان مكثرا من حفظ اللغة ونقلها، عارفا بوحشيها ومستعملها، لم يكن في زمنه مثله في فنه" (^١).
أخذ عن أبي منصور الأزهري، وروى عنه كتبه، وروى عنه كتبه، وروى عن أبي أحمد العسكري. وحضر مجلس الصاحب بن عباد (ت (٣٨٥) هـ) بشيراز، فلما نظر إليه الصاحب احتقره لرثاثة ملابسه، وهم بطرده، فلما رأى غزارة علمه أجله وأجلسه إلى جانبه.
وقدم أبو أسامة مصر مع من قدم من علماء "هراة"والتقى الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأبي الحسن علي بن سليمان المقرئ، فكان بينه وبينهم أنس وألفة، وكانوا يجتمعون في دار العلم بالقاهرة، وتجرى بينهم مذاكرات ومناظرات علمية، ولم يزل ذلك دأبهم حتى قتل الحاكم الفاطمي أبا سلمة أبا الحسن المقرئ في يوم واحد في الثالث عشر من ذي الحجة (^٢) سنة (٣٩٩) هـ.
وهو أشهر شيوخ أبي سهل (^٣)، أخذ عنه علوم اللغة، وأكثر الرواية عنه، وورد في بعض كتب اللغة روايات لأبي سهل عنه، جاء في بعضها
_________
(^١) وفيات الأعيان ١/ ٣٧٢.
(^٢) في وفيات الأعيان ١/ ٣٧٢ "في شهر ذي القعدة".
(^٣) معجم الأدباء ٦/ ٢٥٧٩، وتلخيص ابن مكتوم (٢٢٦) والوافي ٤/ ١٢١، وبغية الوعاة ١/ ١٩٥، ٤٨٨.
1 / 81