أما الدراسات اللغوية والأدبية والنحوية فقد نشطت في هذا العصر نشاطا واسعا، ولا سيما الدراسات اللغوية، إذ كثر العلماء الذين تصدوا للمباحث اللغوية، وكان أكبر ما نهضوا به في هذا العصر وضع المعاجم اللغوية، حتى يمكن القول إنه العصر الذهبي لمعاجم اللغة.
وأشهر المعاجم التي ظهرت في هذا العصر: ديوان الأدب لإسحاق بن إبراهيم الفارابي (ت - (٣٥٠) هـ)، والبارع لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي (ت- (٣٥٦) هـ) وتهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت- (٣٧٠) هـ) والمحيط في اللغة للصاحب بن عباد (ت- (٣٨٥) هـ)، وتاج اللغة وصحاح العربية (الصحاح) لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (ت- (٣٩٣) هـ)، والمجمل ومقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت- (٣٩٥) هـ)، والجامع في اللغة لأبي عبد الله محمد بن جعفر التميمي القيرواني، المعروف بالقزاز (ت- (٤٠٢) هـ)، والمحكم والمخصص لأبي الحسن علي بن إسماعيل المرسي، المعروف بابن سيده (ت- (٤٥٨) هـ) (^١).
إلا أن شهرة الصحاح للجوهري فاقت شهرة هذه المعاجم جميعا، والسبب في ذلك - كما يقول الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار - أنه "كان آية في فن التأليف المعجمي، سبق غيره في هذا السبيل بابتكاره منهجا جديدا لم يسبق إليه، منهجا قرب اللغة إلى الباحثين، ومهد الطريق
_________
(^١) ينظر ما كتب عن هذه المعاجم: المعجم العربي لحسين نصار، والمعاجم لأحمد الشرقاوي إقبال.
1 / 71