المكتبة أربعمائة ألف مجلد (^١).
واقتدى بالحكم رجال دولته، ووجهاء مملكته، فأنشأوا المكتبات في سائر بلاد الأندلس، حتى إن غرناطة وحدها كان فيها سبعون مكتبة من المكتبات العامة (^٢).
أما مصر فقد اقتدى الفاطميون بخلفاء بني العباس في بغداد، وبني أمية في الأندلس، فمنذ استقر سلطانهم في مصر عملوا على نشر الثقافة العلمية والأدبية فضلا عن الثقافة المذهبية التي تتصل بدعوتهم الإسماعيلية في العقيدة والفقه والتفسير، فاهتموا بإنشاء المكتبات ودور العلم "حتى يتسنى لدعاتهم أن ينهجوا منهجا علميا في نشر المذهب الإسماعيلي وتفنيذ أقوال خصومهم والرد عليها، بأدلة علمية" (^٣) وأول ما أنشأوا الجامع الأزهر سنة (٣٦١) هـ، وجعلوا منه مدرسة منظمة، وعينوا به جماعة من العلماء للإقراء والتدريس، وخصصوا لهم مرتبات وأرزاقا، وأنشأوا لهم دارا للسكنى بجوار الأزهر (^٤).
ثم أنشأ العزيز الفاطمي (ت (٣٨٦) هـ) بالقصر الشرقي الكبير مكتبة ضخمة زودها بأكثر من مليون كتاب في مختلف العلوم والفنون،
_________
(^١) نفح الطيب ١/ ٣٩٥.
(^٢) المصدر السابق ١/ ٥٧٨ - ٥٨٥. وينظر تاريخ التمدن الإسلامي ٣/ ٢٣٠.
(^٣) تاريخ الحضارة الإسلامية ٢٣٧.
(^٤) الخطط المقريزية ٢/ ٢٧٢، وتاريخ الجامع الأزهر في العصر الفاطمي ٤٣.
1 / 68