فأول من حفظ عنه أنه بنى مدرسة في الإسلام أهل نيسابور (^١).
وأنشأ أبو علي بن سوار الكاتب (ت (٣٧٢) هـ) أحد رجال حاشية عضد الدولة دار كتب في مدينة "رام هرمز"على شاطئ بحر فارس، وأخرى بالبصرة، وجعل فيهما إجراء على من قصدهما، ولزم القراءة والنسخ فيهما (^٢).
أما ما وراء النهر، فقد أنشأ نوح بن منصور (ت (٣٨٧) هـ) - ملك خراسان وغزنة، وآخر ملوك الدولة السامانية (^٣) - مكتبة كبيرة كانت كما يقول ابن خلكان -: "عديمة المثل، فيها من كل فن من الكتب المشهورة بأيدي الناس، وغيرها مما لا يوجد في سواها، ولا سمع باسمه فضلا عن معرفته" (^٤).
وفي الأندلس كان الحكم المستنصر بن الناصر (ت (٣٦٦) هـ) محبا للعلوم مكرما لأهلها، مولعا بجميع الكتب على اختلاف أنواعها بما لم يجمعه أحد من الملوك قبله، فأنشأ في قرطبة مكتبة جمع إليها الكتب من أنحاء العالم، وكان يبعث رجاله إلى المشرق ليشتروا الكتب عند أول ظهورها قبل أن تقع في أيدي بني العباس. وقد بلغ مجموع ما حوته هذه
_________
(^١) الخطط المقريزية ٢/ ٣٦٣.
(^٢) الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ١/ ٣٢٩.
(^٣) البداية والنهاية ١١/ ٣٤٥.
(^٤) وفيات الأعيان ٢/ ١٥٨. وينظر: تاريخ التمدن الإسلامي ٣/ ٢٣٤.
1 / 67