بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين حمدا يكافئ نعمه، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
فلقد شرف الله ﷾ اللغة العربية وأهلها عندما أنزل بها كتابه العزيز فقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (^١)، وكفل لها الحفظ والخلود ما دام هذا القرآن يتلى فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (^٢).
وقد أدرك علماء الأمة ارتباط اللغة العربية بكتاب الله تعالى وبدينه الخالد، فشمروا عن سواعد الجد في خدمتها، وتمثل ذلك في جمع ألفاظها، وتدوينها، وشرح غريبها، وترتيب قواعدها، واستيعاب شواهدها، وضبط كلماتها، وموازينها، وبيان الفروق اللغوية بين مفرداتها، وتحقيق المعرب والدخيل والفصيح والملحون في ألفاظها.
وقد أخذ اللحن يتفشى على ألسنة الناس عندما خرجت الدعوة الإسلامية عن محيط الجزيرة العربية، واعتنق هذا الدين أمم كثيرة لا عهد
_________
(^١) سورة يوسف ٢.
(^٢) سورة طه ٩.
1 / 5