الخاطيء - كما هو الحال عند العلماء الذين ألفوا في التصويب اللغوي - إلا في النادر، كقوله: "نظرت يمنة وشامة ولا تقل شملة" وقوله: "وماء ملح، ولا تقل مالح"، وقوله: "وتقول لقيته لقية ولقاءة، ولا تقل: لقاة فإنه خطأ"، وقوله: "وهو الحائر، لهذا الذي تسمية العامة الحير"، وقوله: "وتقول: أشليت الكلب وغيره: إذا دعوته إليك، وقول الناس: أشليه على الصيد خطأ" (^١).
ويظهر أن ثعلبا أراد من عدم ذكر النطق الملحون أن ينسى، ولا يساعد على استمراره، وحتى لا يثقل على الناس، وخاصة المبتدئين بما لا طائل وراءه من كلمات غير فصيحة، ولكنه بهذا العمل أفقدنا معرفة التطور الصوتي والدلالي الذي سارت فيه بعض الكلمات (^٢)؛ لأنه لم يهتم إلا بإيراد الصيغ الصحيحة على العموم.
وأما شواهده فهي قليلة إذا ما قيست بشواهد ابن السكيت في إصلاح المنطق، وابن قتيبة في أدب الكاتب، فالشواهد القرآنية عنده لم تزد عن أربع آيات، وشواهده من الحديث لم تتجاوز خمسة أحاديث، أما. شواهده الشعرية فلم تجاوز أربعين شاهدا.
ويبدو أن ثعلبا قلل شواهد كتابه؛ لأنه كتاب تعليمي، فاقتضى منه ذلك عدم التوسع فيه، كما ذكر في خاتمته.
_________
(^١) الفصيح ٣١٨، ٣٢٠.
(^٢) فصيح ثعلب (مقدمة المحقق) ٢٤٣، ٢٤٤.
1 / 28