وفي الصحيح أيضًا أن النبي ﷺ قال: (لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)، وفي رواية: (أوليخالفن الله بين قلوبكم).
وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي ثعلبة الخشني ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ وقد رأى أصحابه متفرقين تحت الأشجار في غزوة من الغزوات فقال: (إن تفرقكم من الشيطان)، وذا كان في تفرق الأجسام فما ظنك بتفرق القلوب، ورب العزة يقول في كتابه الكريم ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ ﴿آل عمران: ١٠٣﴾ ويقول ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ ﴿الأنعام: ١٥٩﴾ ثم بعد ذلك النظر إلى الواقع، إخواني في الله هل الاختلاف رحمة، أم أصبحت معارك؟ ومن قرأ التاريخ وجد اصطدامًا بين الحنابلة والشافعية، ووجد اصطدامًا أيضًا بين الزيدية وسائر الفرق، أما الاصطدام بين الشيعة وأهل السنة فعلى استمرار التاريخ، نسأل الله أن يجمع شمل المسلمين آمين.
وقال أيضًا (^١): الاختلاف الذي يُعد هلاكًا؟ هو اختلاف التضاد الذي كان ينكره النبي ﷺ والصحابة، اختلاف التضاد قال ﷺ كما في "صحيح مسلم" من حديث سلمة ابن الأكوع ﵁ قال: رأى النبي ﷺ رجلًا يأكل بشماله، فقاله له: (كل بيمينك)، قال: لا أستطيع، قال له: (لا استطعت)، فما رفعها إلى فيه، ما منعه إلا الكبر.