109

Isʿāf al-akhyār bimā ishtahara wa-lam yaṣiḥ min al-aḥādīth wa-l-āthār wa-l-qiṣaṣ wa-l-ashʿār

إسعاف الأخيار بما اشتهر ولم يصح من الأحاديث والآثار والقصص والأشعار

Publisher

مكتبة الأسدي-مكة المكرمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

السعودية

Genres

التعليق:
قلت: قال العلامة الألباني ﵀ معلقًا على هذا الحديث (^١): ثم إن هذا السياق ليس نصًا في أن العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا، بل الظاهر منه أنه يعني العمل للآخرة، والغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل الصالح وعدم الانقطاع عنه، فهو كقوله ﷺ: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) متفق عليه.
وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين (^٢) ﵀: هذا القول المشهور لا يصح عن النبي ﷺ فهو من الأحاديث الموضوعة، ثم إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس، من العناية بأمور الدنيا والتهاون بأمور الآخرة، بل معناه على العكس، وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة، والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا، لأن قوله: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا) يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غدًا، والذي لا ينقضي غدًا ينقضي بعد غدٍ، فاعمل بتمهل وعدم تسرع، لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غدًا وهكذا، أما الآخرة (فاعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا) أي بادر بالعمل ولا تتهاون، وقدركأنك تموت غدًا بل أقول قدركأنك تموت قبل غد، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت، وقد

(^١) "الضعيفة" (١/ ٦٣).
(^٢) "فتاوى نور على الدرب" (٢/ ٢٣٤).

1 / 115