Irshad
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد - الجزء1
Genres
(فصل) وهذه الغزاة أيضا مما خص الله تعالى فيها أمير المؤمنين(ع)بما انفرد به من كافة الناس وكان الفتح فيها على يده وقتل من قتل من خثعم به دون سواه وحصل له من المناجاة التي أضافها رسول الله(ص)إلى الله عز اسمه ما ظهر به من فضله وخصوصيته من الله تعالى بما بان به من كافة الخلق وكان من عدوه فيها ما دل على باطنه وكشف الله تعالى به عن حقيقة سره وضميره وفي ذلك عبرة لأولي الألباب
[في استخلاف علي(ع)في غزوة تبوك]
(فصل)
ثم كانت غزاة تبوك فأوحى الله تبارك وتعالى اسمه إلى نبيه(ص)أن يسير إليها بنفسه ويستنفر الناس للخروج معه وأعلمه أنه لا يحتاج فيها إلى حرب ولا يمنى بقتال عدو وأن الأمور تنقاد له بغير سيف وتعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه واختبارهم ليتميزوا بذلك وتظهر سرائرهم.
فاستنفرهم النبي(ص)إلى بلاد الروم وقد أينعت ثمارهم واشتد القيظ عليهم فأبطأ أكثرهم عن طاعته رغبة في العاجل وحرصا على المعيشة وإصلاحها وخوفا من شدة القيظ
Page 154