وقال رحمه الله أيضا في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ( فصل ) وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات - فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعرا أو تقصيره أو بضفره إذا كان مباحا كما قيل ( كم صديق في قباء ، وكم زنديق في عباء ) إلى آخر كلامه رحمه الله - فبين رحمه الله أنه ليس لأولياء الله المتقين لباس يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات وهؤلاء الجهلة ينكرون ما كان يعتاده المسلمون من اللباس كالعقال وغيره ويعللون ذلك لأنه لباس الجند في هذه الأزمان كما ذكروا ذلك في نظمهم وزعموا أنه لا يلبس ذلك إلا أهل الطغيان من الجند الذين هم المجاهدون اليوم في سبيل الله ويسمونهم ( الزكرت )
الشعر في فضل العمامة ومعارضته
ظلما وعدوانا وتجاوزوا للحد في المقال بغير الله بينه من الله ولا برهان ثم أوهموه من سمع هذا الكلام أن هذه الأبيات الآتي ذكرها من كلام بعض العلماء الذين تقدم ذكرهم بقولهم وقال بعضهم وهذا تدليس وتلبيس منهم وايهام لمن لا معرفة لديه فلو أنهم قالوا : وقال وبعض الشعراء أو قال فلان بن فلان شعرا لكان هذا هو الحق وسلموا بذلك من التلبيس والإيهام . ثم ذكر أبياتا متكسرة واهية المباني ركيكة المعاني لا تليق إلا بعقل من أنشأها لقصر باعه ، وعدم إطلاعه . وقد قال الحطيئة :
الشعر صعب وطويل سلمه إذا رقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه يريد أن يعربه فيعجمه
فلوا أنه اقتصر على النثر لكان أستر له وهذا نص الأبيات التي ذكرها :
يا منكرا فضل العمامة إنها من هدي قد خص بالقرآن
وكذاك قد كان الصحابة بعده والتابعون لهم على الإحسان
وكذاك كانت للأفاضل بعدهم وسما زيا سائر الأزمان
والله ما في لبسهما من ريبة لم تبدع يا معشر الإخوان
Page 44