وهذا الناقل ذكر في الحديث الذي ذكره عن عبد الرحمن بن عوف أن سبب إرخاء الذؤابة لما عممه بها أنها كانت عمة الملائكة الذين أمده الله بهم يوم بدر ويوم حنين ولو كان هذا هو السبب في ارخاء الذؤابة لذكره ابن القيم رحمه الله تعالى مع أن هذا الحديث لم يعزه إلى كتاب ولا بد من عزوه إلى كتاب من دواوين أهل الحديث المعروفة المشهورة مع تعديل رواته وتوثيقهم وإلا فلا نسلم صحته [ بينا أن العبارة ملفقة من حديثين هما في سنن أبي داود والترمذي وأنهما ضعيفان ] وذكر في الحديث أن العمامة حاجزة بين المسلمين والمشركين فلا أدري ما أراد بهذا الكلام وهل ذلك ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أم لا ؟ لأنه قد كان من المعلوم أن على المشركين عمائم كما هي على المسلمين وعلى الملائكة فما معنى قوله (( وأن العمامة حاجزة )) إلى آخره .
أقوال العلماء . ومنع دلالتها على فضل العمامة
ثم قال ابن وضاح بسنده عن عصام بن محمد عن أبيه قال : رأيت على ابن الزبير عمامة سوداء قد أرخاها من خلفه قدر ذراع .
وهذا الحديث فيه أن العمامة التي رآها على ابن الزبير عمامة سوداء وهؤلاء لا يلبسون العمائم السود ولا يعصبون رؤوسهم وغاية ما فيه أنه أرخاها قد ذراع وهذا لا ينكره منا أحد .
ثم قال : وقال عثمان بن إبراهيم رأيت ابن عمر يخفي شاربه ويرخي عمامته من خلفه إلى أن قال وقال بعضهم بين الكتفين وهو قول الجمهور . ونص مالك أنها تكون بين اليدين ثم قال الأولون : إنها تكون قدر أربع أصابع وقيل إلى نصف الظهر وقيل القعده انتهى .
وهذا الذي ذكره عن ابن وضاح - إن كان النقل عنه ثابتا بذلك - فليس فيه إلا إرخاء الذؤابة وفضيلة الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إرخائها لا في سنية العمامة .
Page 41