( فأقول) هذا الحديث فيه ألفاظ تخالف ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتخالف ما ذكره شيخ الإسلام وغيره من العلماء وهي قوله (( إن الله أمدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة ومعتمين بهذه العمة وأن العمامة حاجزة بين المسلمين والمشركين )) قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الهدي النبوي لما ذكر ما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه : وفي مسلم أيضا عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وعليه عمامة سوداء ولم يذكر في حديث جابر ذؤابة فدل على أن الذؤابة لم يكن يرخيها دائما بين كتفيه . وقد يقال : إنه دخل مكة وعليه أهبة القتال والمغفر على رأسه ، فلبس في كل موطن ما يناسبه .
وكان شيخنا أبو العباس ابن تيميه قدس الله روحه في الجنة ، يذكر في سبب الذؤابة شيئا بديعا ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة ، لما رأى رب العزة تبارك وتعالى ، فقال : " يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري ، فوضع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والأرض . . . " الحديث ، وهو في الترمذي ، وسئل عنه البخاري ، فقال صحيح . قال : فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه ، وهذا من العلم الذي تنكره ألسنة الجهال وقلوبهم ، ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره . زاد المعاد " ج 1 ص 136-137" .
فذكر رحمه الله تعالى أن سبب [ لفظ هنا زائد فإن الإرخاء هو الذي كان صبيحة تلك الليلة لا سببه الذي هو الرؤيا فيها ] ارخاء الذؤابة كان صبيحة المنام الذي رآه في المدينة لما رأى رب العزة تبارك وتعالى وفيه (( فوضع يده بين كتفي )) قال فمن تلك الحال أرخى الذؤابة .
Page 40