( فائدة ) في فضل العمامة من كلام شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى وقدس روحه في أن الإقتداء بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأمور المشروعة مقرر في علم الأصول لا سيما فيما يظهر فيه قصد القربة كما ورد في إرسال الذؤابة في الحديث الذي رواه مسلم عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال : كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه .
(والجواب) عن هذا من وجوه
( الوجه الأول ) أن ليس في هذا الكلام ما يدل على فضل العمامة وإنما فيه أن الإقتداء بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأمور المشروعة مقرر في علم الأصول لا سيما فيما يظهر فيه قصد القربة كما ورد في إرسال الذؤابة في العمامة مما سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرعه . فالإقتداء به في إرسال الذؤابة في العمامة لمن كان يعتاد لبسها مسنون مشروع وهذا يدل على فضل إرخاء الذؤابة بين الكتفين لا على فضل
العمامة من العادات . والفضيلة في التأسي
العمامة لأن لبس العمامة من العادات الطبيعية ، لا من العبادات الدينية الشرعية وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبسها هو وسائر العرب قبل أن ينزل عليه الوحي وقبل أن يشرع الشرائع ويسن السنن .
Page 37