وهذا الذي ذكرناه عن بعض الإخوان لم يكن منا رجما بالغيب بل قد جاءوا إلينا وسألوا الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف عن هذه المسائل وعن هذه العصائب بخصوصها فأخبرهم أنها ليست من السنة في شيء وإنما هي من العادات الطبيعية ، لا من العبادات الدينية الشرعية ، وأغلظ لهم القول لما سألوه عن بعض هذه المسائل وأمرهم أن يعلموا أصل دينهم الذي يدخلهم الله بالجنة وينجيهم به من النار فإذا تمكن هذا الدين من قلوبهم فالجواب عن هذه المسائل وغيرها ممكن سهل وقد نفع الله به كثيرا من الإخوان الداخلين في هذا الدين فانزجروا عن تلك الورطات ، التي من سلكها أفضت به إلى مفاوز الهلكات ، ولولا ما دفع الله بأغلاظه لهم عنها لاتسع الخرق على الراقع فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
(فصل)
ولما انتهينا إلى هذا الموضع من تسويد هذه الأوراق قدم إلينا بعض الإخوان وافدا إلى الإمام ومعه ورقة في فضل العمامة يزعم أنها من كلام شيخ الإسلام ابن تيميه - قدس الله روحه - فلما تأملتها لم أجد فيها من كلام شيخ الإسلام لفظا صريحا إلا ما نقله شارح الإقناع عن شيخ الإسلام أن قال : إطالتها - أي الذؤابة - بلا إسبال . وإن أرخى طرفها بين كتفيه فحسن - فإن كان فيها شيء من كلام شيخ الإسلام فهو لم يبينه ولم يفصله عن غيره حتى يعلم ذلك ونحن نبين أن شاء الله تعالى ما في هذا الكلام من الخطأ وما يناقضه من كلام شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وقدس روحه وهذا نص ما نقله في هذه الورقة قال فيها :
Page 36