آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدين حتى الهدى والسمت فعلى هذا يكون الأصل في موضوعها هو ابتداء فعل أو قول لم يكن قبل ذلك مقولا ولا مفعولا ثم صار بعد الأمر بذلك مسنونا مشروعا لأن العبادات مبناها على الأمر وبيان ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا فات أحدا منهم بعض الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضاها قبل السلام فجاء معاذ رضي الله عنه وقد فاته بعض الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرغ من الصلاة قام معاذ فقضى ما فاته منها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( إن معاذا قد سن لكن سنة فاتبعوها )) هذا هو المعروف من لفظ السنة وموضوعها وهذا بخلاف العمائم فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسن لأمته لبسها بل كانت هي عادة العرب قبل الإسلام وبعده فما وجه تسميها بالسنة وتخصيصها لو كانوا يعلمون ؟ - فإنما دواء العي السؤال والله أعلم .
( وأما قول السائل ) وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فنقول : الكلام فيه كالكلام في الأزمان والأشخاص والأحوال يراعى فيه ما هو الأصلح والأرجح وهو على المراتب الثلاث باليد فإن عجز عن ذلك فباللسان فإن عجز فبالقلب وذلك أضعف الإيمان . ولكن ينبغي للآمر والناهي أن يكون عليما فيما يأمر به ، عليما فيما ينهى عنه ، حليما فيما ينهى عنه ، رفيقا فيما ينهى عنه ، فمن أهمل هذا كان إفساده اكثر من إصلاحه والله أعلم .
(فصل)
وأما قوله وهل إذا خرج بعض من نزل في دار الهجرة إلى البادية لأجل غنمه في وقت من الأوقات وهو يريد الرجوع يقع عليه وعيد من تعرب بعد الهجرة أم لا ؟
Page 34