الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى(1).
وروى الشيخ المفيد رحمه الله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه ذكر في خبر طويل من جملته قال: ان لمحمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة قبل الحساب مقاما يقوم فيه، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله عزوجل، يقوم فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن أحد من قبله، ثم تثني عليه الملائكة فلا يبقى ملك إلا أثنى على محمد وآل محمد.
ثم تثني عليهم الرسل، ثم يثني عليهم كل مؤمن ومؤمنة، يبدأ بالصديقين والشهداء والصالحين، ثم تحمده أهل السماوات والأرض، وذلك قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} (2) فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له فيه حظ ولا نصيب(3).
يرفعه إلى أبي حمزة قال: قدم قتادة على أبي جعفر (عليه السلام) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج وغيره فجلس قريبا منه، فلما قضى أبو جعفر (عليه السلام) حوائج القوم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة السدوسي البصري، قال أبو جعفر (عليه السلام): فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم.
قال: ويحك يا قتادة ان الله تعالى خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على عباده، أوتادا في أرضه، قواما بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي العلماء والفقهاء وبين يدي ابن عباس، فما اضطرب قلبي قدام أحد منهم
Page 328