معونتي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك الأمر.
قال: فارجع معي فرجعت معه، فلما صرنا إلى باب الدار جلست بالباب ورفع علي (عليه السلام) الشملة ودخل فسلم، فسمعت دحية يقول: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قال له: اجلس فخذ رأس أخيك وابن عمك من حجري فأنت أولى الناس به، فجلس علي (عليه السلام) وأخذ رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعله في حجره، وخرج دحية من البيت، فقال علي (عليه السلام): ادخل يا حذيفة.
فدخلت وجلست فما كان بأسرع أن انتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فضحك في وجه علي (عليه السلام) ثم قال: يا أبا الحسن من حجر من أخذت رأسي؟ قال: من حجر دحية الكلبي، فقال: ذلك جبرئيل (عليه السلام)، فما قلت له حين دخلت وما قال لك؟
قال: دخلت فسلمت فقال لي: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي سلمت عليك ملائكة الله وسكان سماواته بإمرة المؤمنين من قبل أن تسلم عليك أهل الأرض، يا علي إن جبرئيل (عليه السلام) فعل ذلك عن أمر الله عزوجل، وقد أوحى إلي عن ربي عزوجل من قبل دخولك أن أفرض ذلك على الناس، وأنا فاعل ذلك إن شاء الله.
فلما كان من الغد بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ناحية فدك في حاجة، فلبثت أياما ثم قدمت، فوجدت الناس يتحدثون ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الناس أن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وان جبرئيل (عليه السلام) أتاه بذلك عن الله عزوجل.
فقلت: صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا فقد سمعت جبرئيل (عليه السلام) يسلم على علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين وحدثتهم الحديث فسمعني
Page 188