172

Irshad Qulub

إرشاد القلوب - الجزء2

Genres

الإسلام، فأتيت منزل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت له: يا علي ان رؤساء اليهود(1) قد قدموا المدينة وألقوا على أبي بكر مسائل وقد بقي لا يرد جوابا.

فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكا ثم قال: هو الذي وعدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ يمشي أمامي، فما أخطأت مشيته مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم التفت إلى اليهوديين فقال: يا يهوديان ادنوا مني وألقيا ما ألقيتما على الشيخ، فقالا: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب، أخو النبي، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين، ووصيه في خلافته(2) كلها، وصاحب كل نفيسة(3) وغزاة، وموضع سر النبي (صلى الله عليه وآله).

فقال اليهودي(4): ما أنا وأنت عند الله؟ قال: أنا مؤمن منذ عرفت نفسي وأنت كافر منذ عرفت نفسك، وما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك، قال اليهودي: فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟ قال: يونس (عليه السلام) في بطن الحوت،قال: فماقبر ساربصاحبه؟قال:يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر.

قال له: فالشمس من أين تطلع؟ قال: من قرن(5) الشيطان، قال: فأين تغيب(6)؟ قال: في عين حمئة، وقال لي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تصلي في اقبالها ولا في ادبارها حتى تصير في مقدار رمح أو رمحين، قال: فأين سقطت الشمس ولم تسقط(7) في ذلك الموضع؟ قال: البحر حين فرقه الله تعالى لقوم

Page 177