al-ʾIrsad fi maʿrifat ʿulamaʾ al-hadit

Abu Ya'la al-Khalili d. 446 AH
3

al-ʾIrsad fi maʿrifat ʿulamaʾ al-hadit

الإرشاد في معرفة علماء الحديث

Investigator

د. محمد سعيد عمر إدريس

Publisher

مكتبة الرشد

Edition Number

الأولى

Publication Year

1409 AH

Publisher Location

الرياض

مَعْرِفَةِ وَحْدَانِيَّتِهِ، وَتَصْدِيقِ أَنْبِيَائِهِ، وَعَرَّفَنَا عُمُومَ النَّفْعِ دِينًا وَدُنْيَا، عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ وَأَوْلِيَائِهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُرْسَلِ بِالْفُرْقَانِ، الْمُبَيِّنِ الْبُرْهَانِ، الْوَاضِحِ التِّبْيَانِ، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَخَيْرِ الْبَشَرِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْمُنْتَخَبِينَ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ. أَمَا بَعْدُ: فَإِنَّ أَجَلَّ الْعُلُومِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَأَوْلَاهَا بِصَرْفِ الْهِمَمِ إِلَيْهِ، وَأَعْظَمَهَا مَثُوبَةً لَدَيْهِ: هُوَ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ، مِنْ عَلِمِ الظَّاهِرِ وَالْغَامِضِ مِنَ الْأَحْكَامِ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْأَوَامِرِ، وَالزَّوَاجِرِ، وَالْمَحْبُوبِ، وَالنَّوَافِلِ، وَالْمَنْدُوبِ، وَهِيَ الْأَعْمَالُ الَّتِي مَنْ تَعَاطَاهَا، وَعَلَّمَهَا، وَأَخَذَ بِهَا، أَوْصَلَتْهُ إِلَى جِوَارِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْجَنَّاتِ الطَّيِّبَةِ فِي دَارِ الْقَرَارِ، وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَعَذَابَ النَّارِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ [سورة:] ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ كِتَابَهُ الْكَرِيمَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ، فَمِنْهُ مَا بَيَّنَهُ فِيهِ نَصًّا، وَمِنْهُ مَا أُجْمِلَ فِيهِ، وَبَيَّنَ كَيْفِيَّتَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﵇، وَمِنْهُ مَا شَرَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ ابْتِدَاءً، بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَكَانَ رَسْمًا مُرْتَسَمًا، وَشَرْعًا مُتَّبَعًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةً لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ

1 / 153