وعنه ﷺ أنَّه قال: "إنَّ الملائكة تصلِّي على المغازي ما دامت حمائل سيفه ودرعِهِ وسلاحه عليه" (١).
وعنه ﵊: "لَرَوْحَة في سبيل الله أو غزوةٌ خَيْرٌ من الدُّنيا وما فيها، ولو أنَّ امرأة من أهل الجنة اطَّلعت إلى أهل الأرض لأَضاءت ما بينها" (٢).
فإذا فهمتَ ما تلوتُ عليك، وأصغيتَ إليه بأذنيك؛ علمتَ أنَّ النهوضَ لذلك من أهمِّ المهمات وأعظم المثوبات. فما هذه الغفلة العظيمة التي أضحتْ على القلوب مقيمة، ورَكنتْ إليها النفوس فأصبحت
من الرشاد والتوفيق عديمة؟!. أَوَ ما علمتم أنَّ أعداءكم -دمَّرهم الله- باحثون عليكم؟ مشتغلون بكل حيلة في نيل الوصل إليكم؟ وقد جمعوا من العَدَد والعُدَد، وأرسلوا جواسيسهم وعيونهم في كل بلد؛ ليخبروهم بما أنتم عليه من التهاون والغفلة؟! وأن عُدَّتكم بالنسبة إلى عدتهم في غاية الضعف والقلَّة، و﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤٩].
أَوَمَا بلغكم بما وقع لأهل الجزائر وما حولها من المسلمين من الكَفَرة والمعاندين: من إذلال دين سيِّد المرسلين، وأخذ عباد الله المؤمنين؟ فلمَّا عرفوا جميع أحوالكم وما أنتم عليه من عدم احتفالكم بهم
واشتغالكم؛ طمعوا لا بلَّغ الله لهم أملًا وقيل المراد، وأجمعوا بدَّد الله
_________
(١) أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٢٦) من حديث أنس، وإسناده لا يصح.
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ١٣) من حديث أبي هريرة.
1 / 27