نعم وكثيرا ما ترسخ هذه الخصلة في قلوب كثير من المتفقهة، ممن يطلب العلم للمباهاة والمنافسة والمماراة، فإنه أبدا يترفع على غيره، ويشق عليه أمر من يرد عليه كلامه في الفتاوى ومواضع المناظرة، ويكبر ذلك في عينيه، وكذلك يعظم عليه ألا يتصدر في المجالس، وأن لايقدم في الكلام أوفي الطريق، وألا يدعى باسم الفقه.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(إن من فتنة العلماء من يكون عنده الكلام أحب إليه من الاستماع، وفي الكلام تنمق وزيادة، ولايؤمن على صاحبه فيه الخطأ، وفي الصمت سلامة وعلم.
ومن العلماء من يخزن علمه، ولايحب أن يوجد عند غيره فذلك في الدرك الأول من النار.
ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان، فإذا رد عليه شي ء من قوله، أوتهون بشي ء من حقه غضب، فذلك في الدرك الثاني من النار.
ومن العلماء من يجعل حديثه وغريب علمه لأهل الشرف والبنيان ولايرى أهل الحاجة له أهلا، فذلك في الدرك الثالث من النار.
ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب، فإن وعظ أنف وإن أوعظ أعنف فذلك في الدرك الرابع من النار.
ومن العلماء من ينصب نفسه للفتيا، فيفتي بالخطأ والله يبغض المتكلفين فذلك في الدرك الخامس من النار.
ومن العلماء من يتعلم كلام اليهود والنصارى، ليعزز به علمه فذلك في الدرك السادس من النار.
Page 81