320

Al-Irshād ilā Najāt al-ʿIbād liʾl-ʿAnsī

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده إن الرجل إذا قال: أستغفرك وأتوب إليك ثم عاد، ثم قال: أستغفرك وأتوب إليك ثم عاد، ثم قال: أستغفرك وأتوب إليك ثم عاد، ثم قال: أستغفرك وأتوب إليك ثم عاد عند الرابعة كتبه الله كذابا) أو قال: (من الكذابين)

ولبعضهم:

نتوب من المعاصي إن مرضت ونرجع في الذنوب إذا بريت

إذا ما الضر مسك ظلت تبكى وأخبث ما نكون إذا قوينا

قال ثابت البناني: "ما شرب داود عليه السلام شربا بعد الذنب إلا ونصفه ممزوج بدموع عينيه"

مالك بن دينار "دخلت على جار لي مريض فقلت: عاهد الله أن تتوب عسى أن يشفيك. فقال: هيهات يا أخي أنا ميت، جعلت أعاهد كما كنت أعاهد. فسمعت قائلا من ناحية البيت: عاهدناك مرارا فوجدناك كذوبا".

المعرفة الخامسة: بيان قبولها

اعلم أن التوبة مقبولة من التائب متى وقعت على صفتها وشرطها، قال تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب}(1) وقال: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}(2).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن العبد إذا أذنب ذنبا فاعترف به وتاب غفر له).

وعنه عليه السلام (للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب منها مفتوح للتوبة).

وسئل مسروق هل لقاتل المؤمن توبة ؟ قال: "لا أغلق بابا فتحه الله".

وقيل للحسن: "المؤمن يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب إلى متى ؟ قال: ما أعرف هذا إلا أخلاق المؤمنين".

Page 327