274

Al-Irshād ilā Najāt al-ʿIbād liʾl-ʿAnsī

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

وقال:{ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون}(9) وقال:{ الملك يومئذ لله يحكم بينهم}(10) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: {الشيطان قد أيس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بما دون ذلك من المحقرات، وهن الموبقات، فإياكم والمظالم، فإن العبد يأتي بالحسنات يوم القيامة، يرى أنها ستنجيه، فلا يزال العبد يقول: رب ظلمني فلان فلا يزال يمحى من حسناته، حتى ما تبقى له حسنة واحدة من المظالم، وإن مثل ذلك مثل سفر، نزلوا بفلاة من الأرض، وليس معهم حطب، فأرادوا أن يطبخوا، فتفرق القوم، فجاء هذا بعود، وجاء هذا بعظم، وجاء هذا بروثة، فأعظموا النار فأنضجوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب)(1).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يحبس أهل الجنة بعدما يجاوزون الصراط، قبل أن يدخلوا الجنة حتى يؤخذ لبعضهم من بعض المظالم التي تظالموا بها في الدنيا، فيدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم لبعض غل)(2). والأخبار فيه كثيرة.

الحالة الخامسة عشرة (حدوث الأفزاع والأهوال)

قال تعالى: {إذا وقعت الواقعة} الآية.وقال: {هل أتاك حديث الغاشية} الآية.

وقال:{ إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها}(3) الآية.

ولا إشكال أن المؤمن لا يفزع من أهوالها، ولا يتزعزع لأفزاعها، قال الله تعالى في المؤمنين:{ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة}(4) الآية.

وقال تعالى: {وهم من فزع يومئذ آمنون}(5) وقال تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}(6) والآيات فيه كثيرة.

Page 281