عقيدته
الإمام عبد الغني المقدسي ﵀ رزقه الله العلم الشرعي الخالي من شوائب الآراء السقيمة والأهواء العقيمة، فقد ترعرع في أحضان السنة النبوية الشريفة، ورتع من رياضها الورافة، حتى أصبح علمًا من أعلامها، إذا تحدث أنصت له الناس، وإذا ألف تقلى طلاب العلم، بل والعلماء تأليفاته بالقبول، فذاعت بينهم ونفع الله بها، وأصبحت مثالًا يحتذى في الدقة والإلتزام، وإذا كان هذا هو مرتعه فلن يكون له إلى غيره معدلًا، ولا يمكن أن يرضى بسواه بدلًا وكان قد دعى - كما سبق أن أسلفت - أن يرزقه الله حالًا كحال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، فكان له ما أراد، فقد تأثر به تأثرًا كبيرًا في مسلكه ومنهجه، والإمام أحمد كان إمامًا في العلم والعمل، والمنهج والسلوك، فقد كان قدوة صالحة بأسلوبه المميز في إيضاح العقيدة الصحيحة، والجهاد في إقرارها والدفاع عنها، فقد كافح ونافح، ووقف سدًا منيعًا في وجه الدخلاء على عقيدة الأمة،
1 / 50