بقوله: " ما وجدت راحة بمصر مثل تلك الليالي ".١
إلا أنه بعد أن تأكد للملك سوء مقاصد مخالفيه وخبث طويتهم وأنهم حاسدون له، وحانقون عليه بسبب تشبثه القرآن والسنة في الاعتقاد خلى سبيله وأمر بعدم التعرض له ٢.
فما أشبه موقف هؤلاء من الحافظ المقدسي بموقف اسلافهم من المبتدعة من إمام أهل السنة الإمام أحمد، الذي دعا الحافظ الله أن يرزقه حالًا مثل حاله، فكان له ما أراد.
وليست هذه هي المحنة الوحيدة التي حصلت للإمام المقدسي بل حصلت له محنتان أخريان، إحداهما في أصبهان، والأخرى بالموصل.
فأما بالموصل: فيذكر الحافظ الضياء أن الإمام عبد الغني حينما استدرك على أبي نعيم في كتابه معرفة الصحابة نحوًا من مئتين وتسعين موضعًا، استاء لذلك صدر الدين أبو بكر محمد بن
_________
١ انظر: ذيل الطبقات ٢/٢١،٢٥، والسير ٢١/٤٥٩-٤٦١.
٢ انظر ما ذكره ابن رجب من قصص تؤيد ذلك ٢/٢٦من الذيل.
1 / 48