Introduction to Explaining the Book of Monotheism

Saleh Al-Sheikh d. Unknown
14

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Publisher

دار التوحيد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] قال الشيخ ﵀: وقوله: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] [النحل: ٣٦]، هذه الآية تفسير للآية قبلها، فالآية قبلها فيها بيان معنى العبادة، وفيها بيان الغرض من إيجاد الخلق، وأنه لأجل العبادة التي أرسلت بها الرسل بدليل قوله: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] فالله تعالى ابتعث الرسل بهاتين الكلمتين: اعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت. ففي قوله: ﴿اُعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [النحل: ٣٦] إثبات، وفي قوله: ﴿وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] نفي، وهذا هو معنى التوحيد المشتمل على إثبات ونفي، فقوله في الآية ﴿اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] يتضمن معنى قول: (لا إله إلا الله)؛ لأن النفي فيه اجتناب الطاغوت- وهو كل إله عُبِد بالبغي والظلم والعدوان -، والإثبات فيه: إثبات العبادة لله وحده دون ما سواه، ففي قوله: ﴿اُعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [النحل: ٣٦] التوحيد المثبت، وفي قوله ﴿وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: ٣٦] نفي الإشراك. والطاغوت فعلوت من الطغيان، وهو: كل ما جاوز به العبد حده من متبوع، أو معبود، أو مطاع. قال: وقوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: ٢٣] [الإسراء: ٢٣] (قضى) - كما فسرها عدد من الصحابة هنا -بمعنى: أمر ووصى.

1 / 14