Intishar Khatt Carabi

Cabd Fattah Cabada d. 1347 AH
39

Intishar Khatt Carabi

انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي

Genres

وتعرف أمة حوسة بأنها الساعد القوي لأمة الفلاته (الفلبوسيين)، القائمة برفع راية الإسلام ونشره في تلك البقاع، والحواسة عموما قديمو عهد بالإسلام، ولهم حرص على نشره وتعليم لغته وخطه.

قال الكونت هنري دي كاستري في كتابه «الإسلام» (الذي ترجمه إلى العربية المرحوم أحمد فتحي زغلول باشا): «الفلبوس وهو رجل الحرب والفتوح، ولا يستقر به القرار إلا إذا آمن وتمكن، والخواصة (الحواسة) هم أهل المعارف والعلوم في السودان، حتى كأنهم احتكروها، إلا أن علمهم قاصر على شيء يسير كالقراءة والكتابة في اللغة العربية، وهو كاف لنفوذهم في الوثنيين؛ لأن هؤلاء يعظمون الكاتب والقارئ إلى درجة العبادة تقريبا.

فالفلبوس هم أنصار الإسلام في الحقيقة، والحواسة منهم بمنزلة الوعاظ والفقهاء.»

وقال العلامة روبنصن في مقالة كتبها في مجلة القرن التاسع عشر: «ولغة حوسة مكتتبة، وهي اللغة الوحيدة المكتتبة من لغات أفريقيا شمال خط الاستواء عدا العربية والحبشية، وحروفها هي الحروف العربية، وقد كتبوا بها تواريخ وقصصا ودواوين، وقد أخذت الحكومة الإنجليزية تهتم بأمر هذه اللغة؛ لأن المتكلمين بها في البلاد التي في منطقة النفوذ البريطاني يبلغون خمسة عشر مليونا، ولا بد من أن تتوحد لغات أفريقيا يوما ما؛ أي يموت الضعيف منها ويخلفه القوي، فيبقى أربع لغات فقط، وهن العربية في الشمال والإنجليزية في الجنوب والسواحلية في الشرق والحوسية في الغرب، والآن إذا عرف واحد لغة حوسة أمكنه أن يخترق أفريقيا من الغرب إلى الشرق، فيجد حيثما حل أناسا يتكلم معهم من تجار حوسة وحجاجهم.»

واللغة الحوسية تستعمل للمراسلات التجارية والإدارية في مملكة حوسة والبلاد المجاورة، فهي قد أصبحت عندهم لغة المخابرات السياسية كالفرنسية في أوروبا والفارسية في الشرق الأقصى، وهم يكتبونها بالنوع المعروف بالخط «السوداني أو التمبكتي» المتفرع عن الخط المغربي، وقد تقدم ذكره عند الكلام على الخط المغربي وفروعه (راجع: فذلكة في تاريخ الخط العربي، تاريخ الخط المغربي وفروعه). (ه) اللغة السواحلية

Swahili

31

أو الجزراتية من اللغات البانتية، وهي أبعد لغة شمالا من الفرع الشرقي للبانتو، وهي شائعة في مملكة زنجبار

32

وما والاها من شرقي أفريقيا وجزائرها كجزائر القمر وغيرها، وكانت نتيجة انتشار الإسلام في هذا الجزء من أفريقيا أن صارت هذه اللغة عامة الاستعمال في العلاقات بين القبائل وبعضها في جميع أفريقيا الشرقية، وبصفتها لغة تجارية تفهم على بعد ألف فرسخ من مهدها، فإنها تفهم في المواني والثغور الكائنة على شواطئ الصومال وعدن ومسقط إلى بومباي وناتال ومدغسكر، ثم في داخل أفريقيا فتستعمل عند شواطئ بحيرة تنجانيكا (تنجنيقا) وبحيرة نيسا وفيكتوريا نيانزا والكنغو الأسفل، فصارت لغة إلزامية لكل من أراد الدخول في علاقات مع القبائل الكائنة في تلك الجهة من أفريقيا، فهي على العموم اللغة السائدة في شرقي أفريقيا الوسطى.

Unknown page