كما أقول: ما صنعت وزيدا وما كنت ويدا؟ وأقول: كيف كنت وزيدا؟ كما أقول كيف تكون وزيدا؟ فالماضي والمستقبل فيهما سواء في القياس.
قال أحمد: أما تمثيله الفعل في الماضي والاستقبال مع حروف الاستفهام إذا كانت استفهاما على الباب مجردة، فهو كما قال يقع بعدها الماضي والمستقبل، وإنما وقع عليه الغلط لأن هذه الحروف وإن كانت في الأصل للاستفهام، فقد تدخلها معان غير استفهام نحو ما ذكر سيبويه في هذه المسألة، "أما" إذا قلت: ما أنت وزيدا؟ فهذا كلام قد دخل معناه الإنكار وإن كان على لفظ الاستفهام، وإنما ينكر عليه ما قد فعل، ولذلك قال سيبويه: إن معنى ما أنت وزيدا: ما كنت، فأنكر "عليه" ما قد فعل، ولا يجوز إذا دخله هذا المعنى من الإنكار أن يتأول على الاستقبال، وإذا قلت: كيف أنت وزيدا؟ وأنت مستفهم، فإنما تسأله /٤٤/ عن أمر لم يستقر عندك، فهو مستأنف محمول على يكون، وسبيل الكلام إذا أدخلته معاني ليست من أصله، فهذا معنى قول سيبويه في: ما أنت وزيدا، بمعنى الماضي.
مسألة [٣١]
قال محمد بن يزيد: ومما أصبناه في الجزء الخامس من ذلك قوله في باب ترجمته: هذا باب يختار فيه أن تكون المصادر مبتدأة مبنيا عليها ما بعدها، زعم أنه لا يجيز السقيُ لك والرعيُ لك، ولا فصل في القياس بين هذا وبين الحمدُ الله والعجبُ لزيد، وأجاز رفعهما أبو عمر الجرمي.
قال أحمد: أما قوله: لا فصل بينهما في القياس، فلعمري إن الأمر كذلك، إلا أن العرب لم تتكلم بهذين الحرفين مع الألف واللام، وكان سبيله في البرد عليه أن يأتي بشاهد
1 / 101