147

Intisar

الانتصار لسيبويه على المبرد

Investigator

د. زهير عبد المحسن سلطان

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Genres

قال محمد: وتفسيره خطأ، لأنه لم يجعل في (بدا) فاعلا، فقد أحال وناقض في قوله: ولا يخلو الفعل من فاعل، ولكنه- والله أعلم- على قوله: ثم بدا لهم بدو، ولكن حذف بدو من الكلام لأن (بدا) يدل عليه، ونظيره من كلام العرب من كذب كان شرا له، أي: الكذب، وكأنه- والله أعلم- ثم بدا لهم بدو قالوا: ليسجننه ولم يذكر (قالوا) لدلالة الكلام عليه كما قال: ﴿والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم﴾ ومثله ﴿والذين اتخذوا من دوله أولياء ما نعبدهم﴾ يقولون، وليس ما وصف بمنزلة عملت، لأن في عملت الفاعل. قال أحمد: ما أقوله: لم يجعل في (بدا) فاعلا وأنه أحال وناقض فليس الأمر كذلك، لأن (ليسجننه) جملة في موضع الفاعل، وذلك أن أفعال العلم وما قاربها في معناها يجوز فيها مثل هذا، ألا ترى أنك تقول: قد بان لي أيهما أفضل، وقد بان لي أزيد أفضل أم عمرو، كقولك: قد بان لي ذلك، فهذه الجملة في موضع قولك: ذلك، وتقول: قد علمت أزيد أفضل أم عمرو، فتجعل هذه الجملة في موضع المفعول به، وإن شئت جعلتها في موضع الاسم الذي يقوم مقام الفاعل، فتقول: قد علم أزيد أفضل أم عمرو، ولذلك /١٠٧ قال سيبويه: إنه حسن كحسنه في علمت، لأن ظهر وتبين يجريان مجرى أفعال العلم والظن فهما يعملان فيه. وأما قوله: إنه يضمر فيه البدو، فإنما تضمر إذا كان الكلام محتاجا إلى الإضمار ناقصا عن التمام، فأما إذا كان الكلام تماما مفيدا غير مستحيل ولا ناقص فلا حاجة فيه إلى الإضمار، ولو كان الفاعل ها هنا هو البدو لجاز أن يحذف (ليسجننه) ويكون الكلام تاما، فتقول: قد ظهر وقد بدا، مبتدأين بالإخبار، ويضمر في البدا والظهور، ويكون الكلام تاما

1 / 187